زيد قالت وكان عبدا صالحا مؤمنا وذكر له قذف القوم بصفوان فقال له اسامة لا تظن يارسول الله إلا خيرا فان المرأة مأمونة وصفوان عبد صالح ثم استشار عليا عليه السلام فقال له يارسول الله النساء عليك كثيرة سل عن الخبر بريرة خادمتها وابحث عن سر خبرها منها فقال له رسول الله فتول أنت يا على تقريرها فقطع لها علي (ع) خشبا من النخل وخلا بها يسألها ويتهددها ويرهبها لا جرم انى لا احب عليا أبدا (١).
فهذا تصريح منها ببغضها له ومقتها إياه ولم يكن منه ذلك عليه السلام إلا النصيحة لله ولرسوله واجتهاده في الرأى ونصحه وامتثاله لامر النبي صلى الله عليه وآله ومسارعته لطاعته.
ومن ذلك ما رواه كافة العلماء من حديث عكرمة وابن عباس وان عكرمة اخبره عن حديث حدثته عائشة في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله الذى توفى فيه حتى انتهت من ذلك إلى قولها فخرج رسول الله متوكئا على رجلين من أهل بيته أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر فقال
__________________
(١) روى المفسرون وأرباب الحديث قصة الافك النازل فيها قوله تعالى : (ان الذين جاؤا بالافك) الآية. وارتاحوا لتنزيه (صاحبة الجمل) عما قيل فيها ، روى ذلك البخاري (ج ٣ ـ ص ٣٣) ومسلم (ج ٢ ـ ص ٤٥٥) والخازن في تفسيره (ج ٥ ـ ص ٤٦) والبغوى بهامشه وابن جرير الطبري في التاريخ (ج ٣ ـ ص ٦٧) بالاسناد إلى عروة بن الزبير عن عائشة والى سعيد بن المسيب عنها وإلى علقمة بن وقاص عنها وإلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عنها فالمصدر لنقل الحديث عائشة فقط وأصبحت هذه الاشاعة حديث أندية المدينة؟ ذلك نبى الله صلى الله عليه وآله لانه لم يتفق ومقامه الطافح بالعظمة القدسية وهنا يقول ابن العربي الاندلسي في أحكام القرآن (ج ٢ ـ ص ٩٤) ـ