قال عبد الله بن العباس فبدأت بالزبير وكان عندي أبقاهما علينا وكلمته في الرجوع وقلت له ان أمير المؤمنين (ع) يقول لك ألم تبايعني طائعا فبم تستحل قتالي؟ وهذا المصحف وما فيه بيني وبينك فان شئت تحاكمنا إليه قال ارجع إلى صاحبك فانا بايعنا كارهين ومالي حاجة في محاكمته فانصرفت عنه إلى طلحة والناس يشتدون والمصحف في يدي فوجدته قد لبس الدرع وهو محتبي بحمائل سيفه ودابته واقفة فقلت له ان أمير المؤمنين يقول لك ما حملك على الخروج وبما استحللت نقض بيعتي والعهد عليك قال خرجت اطلب بدم عثمان أيظن ابن عمك انه قد حوى على الكوفة وقد والله كتبت إلى المدينة يؤخذ لي بمكة فقلت له اتق الله يا طلحة فانه ليس لك ان تطلب بدم عثمان وولده أولى بدمه منك هذا ابان بن عثمان ما ينهض في طلب دم ابيه قال طلحة نحن اقوى على ذلك منه قتله ابن عمك وابتز امرنا فقلت له اذكرك الله في المسلمين وفي دمائهم وهذا المصحف بيننا وبينكم والله ما انصفتم رسول الله إذ حبستم نساءكم في بيوتكم وأخرجتم حبيسة رسول الله فأعرض عني ونادى بأصحابه ناجزوا القوم فانكم لا تقومون لحجاج ابن ابي طالب فقلت
__________________
ـ كلهم لكانوا شجعانا) كما نص عليه الوطواط في غرر الخصائص ص ١٧ في باب حفظ الجوار وخطبته التي ارتجلها يوم صفين في مدح ابيه (ع) وهو واقف بين الصفين تشهد له بالفصاحة والبلاغة على أتم معانيها فهو جليل القدر عظيم المنزلة وعدم حضوره في مشهد الطف اما لان الحسين أذن له بالبقاء ليكون عينا له كما في مقتل محمد بن ابي طالب الحائري أو للمرض كما يراه العلامة الحلي واعترافه بامامة السجاد يدل على حسن رأيه ومعذوريته في التأخر على كل حال وان لم نعرف السبب على التفصيل ولعل الحسين (ع) لاحظ مهمة دقيقة وهي كف الاذى عن آل ابي طالب وحرمهم من الامويين بوجود ابن الحنفية.