كمن شهد الاخ إلى الاخ وانما خلفنا القوم في هو ان فاعفنا مما ترى.
ثم خرج فلحق بعمان ولم يشهد الجمل ولا صفين.
خطبة أمير المؤمنين :
وبلغ أمير المؤمنين عليه السلام لغط القوم واجتماعهم على حربه.
فقام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال :
أيها الناس ان طلحة والزبير قدما البصرة وقد اجتمع أهلها على طاعة الله وبيعتي فدعواهم إلى معصية الله تعالى وخلافي فمن أطاعهما منهم فتنوه ومن عصاهما قتلوه وقد كان من قتلهما حكيم بن جبلة ما بلغكم وقتلهم السبابجة وفعلهما بعثمان بن حنيف ما لم يخف عليكم وقد كشفوا الآن القناع واذنوا بالحرب وقام طلحة بالشتم والقدح في أديانكم وقد أرعد وصاحبه وأبرقا وهذان أمرءان معهما الفشل ولسنا نريد منكم ان تلقوهم ليظنوا ما في نفوسكم عليهم ولا ترون ما في انفسكم لنا ولسنا نرعد حتى نوقع ولا نسيل حتى نمطر وقد خرجوا من هدى إلى ضلال ودعوناكم إلى الرضا ودعونا إلى السخط فحل لنا ولكم ردهم إلى الحق والقتال وحل لهم بقصاصهم القتل وقد والله مشوا اليكم ضرارا وأذاقوكم أمس من الجمر فإذا لقيتم القوم غذا فاعذروني الدعاء وأحسنوا في التقية واستعينوا بالله واصبروا ان الله مع الصابرين.
فقام إليه حكيم بن مناف حتى وقف بين يديه وقال :
أبا حسن أيقضت من كان نائما |
|
وما كل من يدعى إلى الحق يسمع |
وما كل من يعطى الرضا يقبل الرضا |
|
وما كان من أعطيته الحق يقنع |
وأنت امرء أعطيت من كل وجهة |
|
محاسنها والله يعطي ويمنع |
وما منك بالامر المؤلم غلطة |
|
وما فيك للمرء المخالف مطمع |
وان رجالا بايعوك وخالفوا |
|
هداك واجروا في الضلال فضيعوا |