وهذا الخطاب موجه إلى جماعة جعل الله لهم أولياء اضيفوا إليهم باذكر والله وليهم ورسوله ومن عبر عنه بأنه من الذين آمنوا وأقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وهم راكعون ، يعني حال ركوعهم بدلالة انه لو أراد سبحانه بالخطاب جميع المكلفين لكان هو المضاف ومحال اضافة الشئ إلى نفسه وانما يصح اضافته إلى غيره ; وإذا لم تكن طائفة تختص بكونها أولياء لغيرها وليس لذلك الغير مثل ما اختصت به في الولاء وتفرد من جملتهم من عناه الله تعالى بالايمان والزكوة حال ركوعه لم يبق إلا ما ذهبت إليه الشيعة في ولاية علي (ع) على الامة من حيث الامامة له عليها وفرض الطاعة ولم يكن أحد يدعي له الزكوة في حال ركوعه الا علي (ع) وقد ثبتت امامته بذلك على الترتيب الذي رتبناه فصح انه مصيب في جميع أقواله وأفعاله وتخطئة مخالفيه حسبما شرحناه
حديث المنزلة :
دليل آخر وهو أيضا ما أجمع عليه أهل القبلة ولم ينازع في صحة الخبر به من أهل العلم بالرواية والآثار من قول النبي صلى الله عليه وآله مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فأوجب له بذلك جميع ما كان لهرون من موسى في المنازل إلا ما استثناه من النبوة وفي ذلك أن الله تعالى قد فرض طاعته على أمة محمد كما كان فرض طاعة هرون على
__________________
ـ حين تصدق بخاتمه على السائل وهو راكع في الصلاة ولما شاهد الرسول الاعظم هذه المكرمة رفع طرفه إلى السماء وقال : ان أخي موسى سألك وقال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري الآية فأنزلت عليه قرآنا : سنشد عضدك بأخيك ، الآية ، اللهم انى محمد نبيك وصفيك فاشرح اللهم صدري ويسر أمري وأجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي أشدد به ظهري ; فنزلت الآية ، نص عليه السبط في تذكرة ـ