اعانوها على حمله حتى طرحته بين يدى امير المؤمنين وهى تبكي وتقول (١)
يا رب ان (مسلما) دعاهم |
|
يتلو كتاب الله لا يخشاهم |
فخضبوا من دمه قناهم |
|
وامهم قائمة تراهم تأمرهم |
بالقتل لا تناهم
فلما رأى امير المؤمنين ما قدم عليه القوم من العناد واستحلوه من سفك الدم لحرام رفع يديه إلى السماء وقال اللهم اليك شخصت الابصار وبسطت الايدي وافضت القلوب وتقربت اليك بالاعمال ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين ثم دعا ابنه محمد بن الحنفية فأعطاه الراية وهي راية رسول الله (ص) وقال يا بني هذه راية لا ترد قط ولا ترد أبدا قال محمد فأخذتها والريح تهب عليها فلما تمكنت من حملها صارت الريح على طلحة والزبير واصحاب الجمل فأردت ان امشي بها فقال امير المؤمنين قف يا بني حتى آمرك.
ثم نادى ايها الناس لا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تكشفوا عورة ولا تهيجوا امرأة ولا تمثلوا بقتيل فبينا هو يوصي قومه إذ اظلنا نبل القوم فقتل رجل من اصحاب امير المؤمنين فلما رآه قتيلا قال اللهم اشهد ثم رمي ابن عبد الله بن بديل فقتل فحمله ابوه عبد الله ومعه عبد الله بن العباس حتى وضعناه بين يدي امير المؤمنين فقال عبد الله بن بديل حتى متى يا امير المؤمنين ندلي نحورنا للقوم يقتلوننا رجلا رجلا قد والله اعذرت ان كنت تريد الاعتذار ثم قال محمد بن الحنفية فقال امير المؤمنين رايتك يا بني قدمها وبعث في الميمنة والميسرة ودعا بدرع رسول الله فلبسه وحزم بطنه بعصابة اسفل من سرته ودعا ببغلته الشهباء وهي بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فاستوى على ظهرها
__________________
(١) تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ٢٠٥) وفي روايته للرابع والخامس خلاف ما هنا.