البيعة لامير المؤمنين بعد عثمان :
(فصل) قد ثبت بتواتر الاخبار ومتظاهر الحديث والآثار أن أمير المؤمنين (ع) كان منزلا للفتنة بقتل عثمان وانه بعد عن منزله في المدينة (١) لئن لا تتطرق عليه الظنون برغبته في البيعة بالامر على الناس وان الصحابة لما كان من أمر عثمان ما كان التمسوه وبحثوا عن مكانه حتى وجدوه فصاروا إليه وسألوه القيام بأمر الامة وشكوا إليه ما يخافونه من فساد الامة فكره اجابتهم إلى ذلك على الفور والبدأ لعلمه بعاقبة الامور وإقدام القوم على الخلاف عليه والمظاهرة له بالعداوة له والشنئآن فلم يمنعهم باؤه من الاجابة عن الالحاح فيما دعوه إليه ذكروه بالله عزوجل وقالوا له انه لا يصلح لامامة المسلمين سواك ولا نجد أحدا يقوم بهذا الامر غيرك فاتق الله في الدين وكافة المسلمين فامتحنهم عند ذلك بذكر من نكث بيعته بعد أن أعطاها بيده على الايثار وإماما لهم إلى مبايعة أحد الرجلين ، وضمن النصرة لهما متى أرادوا اصلاح الدين وحياطة الاسلام فأبى القوم عليه تأمير من سواه والبيعة لمن عاداه وبلغ ذلك طلحة والزبير فصارا إليه راغبين في بيعته منتظرين للرضا بتقدمه عليهما وإمامته عليهما فامتنع فألحا عليه في قبول بيعتهما له ، واتفقت الجماعة كلها على الرضا به وترك العدول عنه إلى سواه ، وقالوا أن تجبنا إلى ما دعوناك إليه من تقليد الامر وقبول البيعة وإلا انفتق الاسلام
__________________
(١) في تاريخ الطبري (ج ٥ ص ١٥٤) حصر عثمان وعلي بخيبر وفي شرح النهج لابن أبى الحديد (ج ٢ ص ٤٠٠) كتب عثمان إلى علي فان كنت مأكولا فكن خير آكل وإلا فأدركني ولما امزق وفي العقد الفريد (ج ٢ ص ٢٧٨) مثله.