فلا تغتروا بهم واسمعوا قولي وأطيعوا أمرى وردوا هؤلاء القوم إلى مكانهم الذى منه أقبلوا وأقيموا على بيعتكم لامامكم وأطيعوا لاميركم.
فصاح عليه الناس من جوانب المسجد وقذفوه بالحصى.
ثم قام رجل آخر من متقدمي عبد القيس فقال :
أيها الناس انصتوا حتى أتكلم فقال له عبد الله بن الزبير ويلك ما لك وللكلام فقال مالي وله انا والله للكلام به وفيه ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه وقال : يا معاشر المهاجرين كنتم أول الناس إسلاما بعث الله محمدا نبيه بينكم فدعاكم فأسلمتم وأسلمنا لاسلامكم فكنتم فيه القادة ونحن لكم تبع ثم توفي رسول الله فبايعتم رجلا منكم لم تستأذنونا في ذلك فسلمنا لكم ثم أن ذلك الرجل توفي واستخلف عمر إبن الخطاب فوالله ما استشارنا في ذلك فما رضيتم به رضينا وسلمنا ثم أن عمر جعلها شورى في ستة نفر فاخترتم منهم واحدا فسلمنا لكم واتبعناكم ثم أن الرجل أحدث أحداثا أنكرتموها فحصرتموه وخلعتموه وقتلتموه وما استشرتمونا في ذلك ثم بايعتم علي بن أبى طالب وما استشرتمونا في بيعته فرضينا وسلمنا وكنا لكم تبعا فوالله ما ندرى بماذا نقضتم عليه؟ هل أستأثر بمال؟ أو حكم بغير ما أنزل الله؟ أو أحدث منكرا؟ فحدثونا به نكن معكم فوالله ما نراكم إلا قد ظللتم بخلافكم له فقال له إبن الزبير ما أنت وذاك وأراد أهل البصرة أن يثبوا عليه فمنعتهم عشيرته.
خطبة عائشة :
فصل : وروى محمد بن عمر الواقدي عن موسى بن طلحة قال لقد شهدت عائشة يوم الجمل وقد سألها الناس عن عثمان فما رأيت أفصح منها لسانا ولا أربط منها جنانا فاستجلبت الناس بيديها ثم حمدت الله