لهم ما رجت من الامر رجعت عن رأيها إلى نقضه وأظهرت الندم على ما فرط منها وتحيزت إلى الفرقة وصارت مع من ألب على الامام القائم مجتهدة في إزالة الامر عنه ومصيرة إلى من ترجوه معينا لها ومريدا ومطيعا لامرها فعمت الجميع الخيبة مما رجت وكان عاقبة أمرهم خسرا وطائفة انتقضت عادتها بعثمان والاكرام لها والاعظام ممن تقدمه فصارت بذلك كارهة لامره وساعية في خلعه وطائفة كان المتقدمون يقلدونهم الاعمال واستبدل بهم منها سواهم من الناس ، وحرمهم ما كانوا يصلون إليه من بيت المال فسعت في ذلك في خلعه وعاونوا من أجله على قتله وطائفة استشنعت احداثا كانت منه ، واعتقدت فيه الضلال بذلك وقصدت في خلعه الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وربما كان منهم غالطا فيما استشنعه وربما كان منهم مصيبا فيه غير ان الغرض كان منهم فيما صنعوه قصدا لنصرة الدين والاسلام وهذه الطائفة هي التي كانت الاصل في الانكار عليه وبفعلها تسبب الاسباب في خلعه وقتله وطائفة منهم كانت تعتقد الحق في أصل الامامة وطريقها وترى ان السالك سبيل عثمان في نيل المراد مشاركا فيما أنكروه منه ولم يكن الذين حملهم على معونة حاصريه وقاتليه ممن عددناه بشئ من اغراضهم على ما شرحناه وفصلناه بل كان غرضهم في ذلك بما لو تم لهم ما صنعوه فيمن تقدم لسارعوا إليه لكنه لم يتفق لهم في المتقدم واتفق لهم في المتأخر واما خاذلوه فجمهورهم تنقسم أغراضهم في ذلك إلى أغراض من سميناه من خذله أو الشك في حاله وأحوال حاصريه وقاتليه ، فذلك لم يجوزوا المعونة لهم عليه ولا تفردوا بالنصرة له منهم.
وأما أمير المؤمنين (ع) فلم يكن تفرده عن نصرته وترك النهوض بالدفاع عنه خذلانا له لرأى يستصوبه في خلعه وقتله بل كان رأيه عليه السلام تابعا في ذلك لعقيدته فيمن تقدم عليه من الامراء من