عمرو يحميه فطعنه زيد في خاصرته طعنة أثخنه بها وبدر إليه عمرو فضربه فقضى منها وبدأ عمرو يفتخر ويقول :
انا لمن ينكرني ابن يثربي |
|
قاتل علباء وهند الجملي |
وابن لصوحان على دين علي
فبرز إليه مالك الاشتر فضربه على وجهه ضربة وقع بها على الارض وحماه اصحابه فنهض وقد تراجعت نفسه وهو يقول لابد من الموت فدلوني على علي بن أبي طالب فلئن بصرت به لاملان سيفي من هامته فبرز إليه عمار بن ياسر (١) وهو يقول :
لا تبرح العرصة يابن يثربي |
|
حتى اقاتلك على دين علي |
نحن وبيت الله أولى بالنبي
وضربه ضربة هلك منها وخر صريعا فأكب قومه عليه فاحتملوه إلى معسكرهم.
ولما راى أمير المؤمنين عليه السلام جرأة القوم على القتال وصبرهم على الهلاك نادى اصحاب ميمنته ان يميلوا على ميسرة القوم ونادى اصحاب ميسرته ان يميلوا على ميمنتهم ووقف عليه السلام في القلب فما كان بأسرع من ان تضعضع القوم واخذت السيوف من هاماتهم مأخذها فانكشفوا وقد قتل منهم ما لا يحصى كثرة واصيب من اصحاب أمير المؤمنين نفر كثير واحاطت الازد بالجمل يقدمهم كعب بن شور
__________________
(١) في تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ٢١٧) كان عمار بن ياسر ضعيفا قصيفا حمش الساقين فاسترجع الناس حين رأوه بارزا فضربه ابن يثربي فنشب في جحفته ثم ضربه عمار فصرعه ورموه أصحاب علي بالحجارة حتى أثخنوه وفيه ص ٢١٠ وابن الاثير (ج ٣ ـ ص ٩٨) كان لعمار يومئذ تسعون سنة فضرب ابن يثربي على رجليه فقطعهما وجيئ به إلى علي (ع) أسيرا فأمر به فقتل.