قدمت عليهم رجوت ان لا يخالفني احد منهم فقال أمير المؤمنين (ع) الحق بهم على اسم الله فأقبل الاشتر حتى دخل الكوفة وقد اجتمع الناس بالمسجد الاعظم فأخذ لا يمر بقبيلة يرى فيها جماعة في مجلس أو مسجد إلا دعاهم وقال لهم اتبعوني إلى القصر فانتهى إلى القصر في جماعة من الناس فاقتحم القصر وابو موسى في المسجد الاعظم يخطب الناس ويثبطهم عن نصرة علي (ع) وهو يقول ايها الناس هذه فتنة عمياء تطؤ خطامها النائم فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي والساعي فيها خير من الراكب انها فتنة باقرة كداء البطن أتتكم من قبل مأمنكم تدع الحليم فيها حيران كابن امس انا معاشر اصحاب محمد صلى الله عليه وآله اعلم بالفتنة انها إذا اقبلت شبهت وإذا ادبرت اسفرت.
وعمار والحسن وقيس يقولون له اعتزل عملنا لا ام لك وتنح عن منبرنا
وابو موسى يقول لعمار هذه يدى بما سمعت من رسول الله يقول ستكون بعدي فتنة القاعد فيها خير من القائم.
فقال له عمار انما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لك خاصة ستكون فتنة أنت فيها يا أبا موسى قاعدا خير منك قائما.
الاشتر إلى القصر :
فبينا هم في الكلام إذ دخل غلمان ابى موسى ينادون يا أبا موسى هذا الاشتر اخرج من المسجد ودخل عليه اصحاب الاشتر فقالوا له اخرج من السمجد يا ويلك أخرج الله روحك انك والله لمن المنافقين فخرج ابو موسى وأنفذ إلى الاشتر ان اجلني هذه العشية قال قد اجلتك ولا تبت في القصر هذه الليلة واعتزل ناحية عنه ودخل الناس ينتهبون
__________________
(١) تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ١٩٠).