كنا معه فهو القوي اصدقوهم بالضرب فأي امرء احس من نفسه شجاعة واقداما وصبرا عند اللقاء فلا يبطرنه ولا يرى ان له فضلا على من هو دونه وان رأى من أخيه فشلا وضعفا فليذب عنه كما يذب عن نفسه فان الله لو شاء لجعله مثله.
ثم دعا بدرعه فلبسه حتى إذا وقع موقعه من بطنه فأمر ابنه محمد يحزمهما بعمامته ثم انتضى سيفه فهزه حتى رضى به وغمده وتقلده والناس على صفوفهم وأصحاب الجمل قد دنوا فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بتسوية الصفوف حتى إذا اعتدلت دفع الراية إلى محمد بن الحنفية وقال تقدم بالراية واعلم ان الراية امام أصحابك فكن متقدما يلحقك من خلفك فان كان لمن يتقدم من اصحابك جولة رجع اليك.
وجعل عليه السلام الناس أثلاثا مضر في القلب واليمن في الميمنة وعليهم مالك الاشتر وفي الميسرة عمار بن ياسر.
وصف أصحاب الجمل صفوفهم فجعلوا على حنظلة هلال بن وكيع وعلى بني عمرو وبني تميم عمير بن عبد الله بن مرقد وعلى بني سعد زيد ابن جبلة بن مردان وعلى بني ضبة والرباب عمرو بن يثربى وراية الازد مع عمرو بن الاشرف العتكي.
قال محمد بن علي (ع) فالتقينا وقد عجل أصحاب الجمل وزحفوا علينا فصاح أبى امضض فمضيت بين يديه أخطوا بالراية خطوا سرعان ان يلحقوا أصحابنا فلاذ أصحاب الجمل ونشب القتال واختلفت السيوف وأبي خلفي يقول تقدم فقلت ما أجد متقدما إلا على الاسنة فغضب (ع) وقال أقول لك تقدم تقول على الاسنة ثق بالله يا بني وتقدم بين يدى على الاسنة.
وتناول الراية مني وتقدم يهرول بها فأخذتني حدة فلحقته وقلت اعطني الراية فقال لي خذها وقد عرفت ما وصف لي.