هذه الفرقة شهادة حسان مردودة عى كل حال وأما من ذهب إلى أن القاذف تقبل شهاته عنه التوبة فبينهم في ذلك اختلاف فمنهم من يقول انه يشترط في توبته أن يقف في الموضع الذى قذف فيه فيكذب نفسه ويظهر التوبة من جرمه ولم يدع أحد أن حسان كذب نفسه ظاهرا ورجع عن قذفه مختارا فلا توبة له على قول هذا الفريق واما الفريق الاخر فانهم قبلوا شهادة القاذف بعد توبته ولم يشترط في توبته ما ذكرناه فليس معهم دليل على أنه تاب والظاهر منه القذف الذى يستحق به التفسيق ورد الشهادة في دين الاسلام فلا تعلق في قول حسان في قذف أمير المؤمنين (ع) بدم عثمان على كل حال على أن حسان مذموم مردود القول باتفاق أهل الاسلام وعلى كل مذهب لاهل القبلة وذلك انه قال في يوم الغدير بمحضر من النبي صلى الله عليه وآله في أمير المؤمنين ما قال وشهد له بالامامة والنص فيها عليه من الله تعالى فردته المعتزلة بذلك وأنكرته الحشوية ودفعته الخوارج وكذبه جميع من سميناه ولم يحتج فيه إلا على مذهب الشيعة الامامية والجارودية دون من سواهما من فرق الامة على ما ذكرناه وقوله الذى قدمنا ذكره وأشرنا إليه على الاجمال هو هذا :
يناديهم يوم الغدير نبيهم |
|
بخم وأسمع بالنبي مناديا |
يقول فمن مولاكم ووليكم |
|
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا |
آلهك مولانا وأنت ولينا |
|
ومالك فينا في المقالة عاصيا |
فقال له قم يا علي فانني |
|
رضيتك من بعدى إماما وهاديا |
فمن كنت مولاه فانت وليه |
|
فكونوا له انصار صدق مواليا |
هناك دعا اللهم وال وليه |
|
وكن للذى عادى عليا معاديا (١) |
__________________
(١) كفاية الطالب للحافظ الكنجي ص ١٧ ط نجف وتذكرة الخواص ص ٢٠ ومناقب الخوارزمي ص ٨٠.