أبو زينب الازدي :
وقام أبو زينب الازدي فقال والله ان كنا على الحق إنك لاهدانا سبيلا وأعظمنا في الخير نصيبا وان كنا على الضلالة والعياذ بالله أن نكون عليه ، لانك اعظمنا وزرا وأثقلنا ظهرا وقد أردنا المسير إلى هؤلاء القوم وقطعنا منهم الولاية وأظهرنا منهم البراءة وظاهرناهم بالعداوة ونريد بذلك ما يعلمه الله عزوجل واننا ننشدك الله الذي علمك ما لم نكن نعلم السنا على الحق وعدونا على الضلال فقال (ع) اشهد لئن خرجت لدينك ناصرا صحيح النية قد قطعت منهم الولاية واظهرت منهم البراءة كما قلت انك لفي رضوان الله فابشر يا أبا زينب فانك والله على الحق فلا تشك فانك انما تقاتل الاحزاب فأنشأ ابو زينب يقول :
سيروا إلى الاحزاب أعداء النبي |
|
فان خير الناس اتباع علي |
هذا أوان طاب سل المشرفى |
|
وقودنا الخيل وهز السمهري |
ولما استقر أمر أهل الكوفة على النهوض لامير المؤمنين (ع) وخف بعضهم لذلك بادر ابن عباس ومن معه من الرسل فيمن اتبعهم من أهل الكوفة إلى ذى قار للالتحاق بأمير المؤمنين وأخباره بما عليه القوم من الجد والاجتهاد في طاعته وانهم لاحقون به غير متأخرين عنه وإنما تقدمهم ليستعد للسفر وللحرب وقد كان استخلف قرضة بن كعب على الكوفة على ما قدمناه ويحث الناس على اللحاق به.
فورد على أمير المؤمنين كتابا قد كتب إليه من البصرة ما صنعه القوم بعامله عثمان بن حنيف رحمه الله وما استحلوه من الدماء ونهب الاموال وقتل من قتلوه من شيعته وأنصاره وما أثاروه من الفتنة فيها فوجوده ابن عباس وقد أحزنه ذلك وغمه وأزعجه وأقلقه فأخبره بطاعة أهل الكوفة ووعده منهم بالنصرة فسر عند ذلك وأقام ينتظر أهل