الله بن الزبير وقالا له امض إلى خالتك فاهد إليها السلام منا وقل لها ان طلحة والزبير يقرءاك السلام ويقولان لك ان أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما وان علي بن ابى طالب ابتز الناس أمرهم وغلبهم عليه بالسفهاء الذين تولوا قتل عثمان ونحن نخاف انتشار الامر به فان رأيت أن تسيرى معنا لعل الله يرتق بك فتق هذه الامة ويشعب بك صدعهم ويلم بك شعثهم ويصلح بك امورهم فأتاها عبد الله فبلغها ما ارسلاه به فاظهرت الامتناع من اجابتها إلى الخروج عن مكة.
وقالت يا بني لم أمر بالخروج لكني رجعت إلى مكة لاعلم الناس ما فعل بعثمان امامهم وانه اعطاهم التوبة فقتلوه تقيا نقيا بريا فيرون في ذلك رأيهم ويثيرون على من ابقرهم امرهم وغصبهم امرهم من غير مشورة من المسلمين ولا مؤامرة بتكبر وتجبر ويظن ان الناس يرون له حقا كما كانوا يرونه لغيره هيهات هيهات يظن ابن أبى طالب يكون في هذا الامر كابن أبي قحافة لا والله ومن في الناس مثل ابن أبى قحافة تخضع إليه الرقاب ويلقى إليه المنقاد وليها والله ابن أبي قحافة وخرج منها كما دخل ثم وليها اخو بني عدى فسلك طريقه ثم مضيا فوليها ابن عفان فركبها رجل له سابقة ومصاهرة لرسول الله وأفعال مع النبي مذكورة لا يعمل أحد من الصحابة مثلما عمله في ذات الله وكان محبا لقومه فمال بعض الميل فاستتبناه فتاب ثم قتل فيحق للمسلمين ان يطلبوا بدمه
فقال لها عبد الله فإذا كان هذا قولك في علي يا امه ورأيك في قاتلي عثمان فما الذى يقعدك عن المساعدة على جهاد ابن أبي طالب وقد حضرك من المسلمين من فيه غنى وكفاية فيما تريدين فقالت يا بني افكر فيما قلت وترجع إلي فرجع عبد الله إلى طلحة والزبير بالخبر.
فقالا قد أجابت أمنا والحمد لله إلى ما نريد ثم قالا له باكرها في غد فذكرها امر المسلمين واعلمها إنا قاصدان إليها لنجدد بها عهدا ونحكم