يقال : لفلان عليّ يمين بكذا ، إذا ضمنته منه وحلفت له على الوفاء به. يعني : أم ضمنّا منكم وأقسمنا لكم بأيمان مغلّظة متناهية في التوكيد.
(إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) متعلّق بالمقدّر في «لكم» أي : ثابتة لكم علينا إلى يوم القيامة ، لا نخرج عن عهدتها حتّى نحكّمكم في ذلك اليوم وأعطيناكم ما تحكمون.
أو بـ «بالغة» أي : أيمان تبلغ ذلك اليوم وتنتهي إليه ، وافرة لم تبطل منها يمين إلى أن يحصل المقسم عليه من التحكيم.
فقوله : (إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) جواب القسم ، لأنّ معنى (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا) : أم أقسمنا لكم.
ثمّ قال لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلزاما للكفرة بما قالوه :
(سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ) الحكم (زَعِيمٌ) أي : قائم به وبالاحتجاج لصحّته ، كما يقوم الزعيم المتكلّم عن القوم المتكفّل بأمورهم.
(أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ) ناس يشاركونهم في هذا القول ، ويوافقونهم عليه ، ويذهبون مذهبهم فيه (فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ) في دعواهم. يعني : أن أحدا لا يسلّم لهم هذا ، ولا يساعدهم عليه ، كما أنّه لا كتاب لهم ينطق به ، ولا عهد لهم به عند الله ، ولا زعيم لهم يقوم به.
وقد نبّه سبحانه في هذه الآيات على نفي جميع ما يمكن أن يتشبّثوا به من عقل أو نقل يدلّ عليه ، لاستحقاق أو وعد أو محض تقليد على الترتيب ، تنبيها على مراتب النظر ، وتزييفا لما لا سند له.
وقيل : المعنى : أم لهم شركاء ـ يعني : الأصنام ـ يجعلونهم مثل المؤمنين في الآخرة؟ كأنّه لمّا نفى أن تكون التسوية من الله ، نفى بهذا أن تكون ممّا يشركون الله به.
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) ناصب الظرف «فليأتوا». أو إضمار : اذكر. أو