إلى بعض. وقيل : شبّهوا باللؤلؤ الرطب إذا نثر من صدفه ، لأنّه أحسن وأكثر ماء.
(وَإِذا رَأَيْتَ) ليس له مفعول ملفوظ ولا مقدّر ، لأنّه عامّ. والمعنى : وإذا أوجدت الرؤية ، وإذا رميت ببصرك أينما وقع. (ثَمَ) أي : في الجنّة (رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) واسعا. وفي الحديث : «أدنى أهل الجنّة منزلة ينظر في ملكه مسيرة ألف عام ، يرى أقصاه كما يرى أدناه».
وعن الصادق عليهالسلام : «معناه : رأيت نعيما لا يزول ولا يفنى».
وقيل : الملك الكبير : استئذان الملائكة عليهم وتحيّتهم بالسلام. وقيل : هو أنّهم لا يريدون شيئا إلّا قدروا عليه. هذا ، وللعارف أكبر من ذلك ، وهو أن تنتقش نفسه بجلايا الملك وخفايا الملكوت ، فيستضيء بأنوار قدس الجبروت.
(عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) أي : يعلوهم ثياب الحرير الخضر مارقّ منها وما غلظ. وإستبرق معرّب ، وأصله : استبره. ونصب «عاليهم» على الحال من «هم» في «عليهم» أو في «حسبتهم» أي : يطوف عليهم ولدان عاليا للمطوف عليهم ثياب ، أو حسبتهم لؤلؤا عاليا لهم ثياب. أو من «ملكا كبيرا» على تقدير مضاف ، أي : وأهل ملك كبير ، أي : رأيت أهل نعيم وملك عاليهم ثياب.
وقرأ حمزة ونافع : عاليهم بالرفع على أنّه خبر و «ثياب» مبتدأ ، أي : ما يعلوهم من لباسهم ثياب سندس. وقرأ ابن عامر وأبو عمرو برفع «خضر» وجرّ «إستبرق». وقرأ ابن كثير وحفص بالعكس. وقرأ حمزة والكسائي : خضر وإستبرق بالجرّ.
(وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) عطف على (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ). ولا يخالفه قوله : (أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) (١) لإمكان أنّهم يسوّرون بالجنسين ، إمّا على المعاقبة ، وإمّا على الجمع ، كما تزاوج نساء الدنيا بين أنواع الحليّ وتجمع بينها. وما أحسن بالمعصم أن
__________________
(١) الكهف : ٣١.