أو صفات خيلهم ، فإنّها تنزع في أعنّتها نزعا ، بأن تجذب العنان عن يد فارسها ، وتغرق في نزع الأعنّة لطول أعناقها ، لأنّها عراب. والّتي تخرج في دار الإسلام إلى دار الكفر ، من قولك : ثور ناشط إذا خرج من بلد إلى بلد ، وتسبح في جريها فتسبق إلى العدوّ ، فتدبّر أمر الظفر. وإسناد التدبير إليها لأنّها من أسبابه.
أو صفات النفوس الفاضلة حال المفارقة ، فإنّها تنزع أنفسها عن الأبدان غرقا ، أي : نزعا شديدا لتشوّق المفارقة ، فتنشط إلى عالم الملكوت وتسبح فيه ، فتسبق إلى حظائر القدس فتصير لشرفها وقوّتها من المدبّرات. أو حال سلوكها ، فإنّها تنزع عن الشهوات ، فتنشط إلى عالم القدس ، فتسبح في مراتب الارتقاء ، فتسبق إلى الكمالات حتّى تصير من المكمّلات.
وعن ابن عبّاس : أنّ نفس المؤمنين تنشط عند الموت للخروج. وذلك أنّه ما من مؤمن يحضره الموت إلّا عرضت عليه الجنّة قبل أن يموت ، فيرى موضعه فيها وأزواجه من الحور العين ، فنفسه تنشط أن تخرج.
أو صفات النجوم ، فإنّها تنزع من المشرق إلى المغرب. وإغراقها في النزع أن تقطع الفلك كلّه حتّى تنحطّ في أقصى المغرب ، وتنشط من برج إلى برج ـ أي : تخرج ـ ويسجن في الفلك ، فيسبق بعضها في السير ، لكونه أسرع حركة ، فتدبّر أمرا نيط بها ، كاختلاف الفصول ، وتقدير الأزمنة ، وظهور مواقيت العبادات ، وعلم الحساب. ولمّا كانت حركاتها من المشرق إلى المغرب قسريّة ـ أي : لغيرها ـ وحركاتها من برج إلى برج ملائمة ـ أي : لنفسها ـ سمّى الأولى نزعا والثانية نشطا.
والقول الأوّل منقول عن عليّ عليهالسلام ومقاتل وسعيد بن جبير.
وعلى التقادير ؛ المقسم عليه محذوف ، وهو : لتبعثنّ أو لتقومنّ الساعة. وإنّما حذف ليدلّ عليه قوله : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) وهو منصوب بجواب القسم. والمراد بالراجفة الأجرام الساكنة الّتي تشتدّ حركتها حينئذ ، كالأرض والجبال ، لقوله