قود أو غرم».
وعن الشعبي : في رجل عنده فضل نفقة ، أيضعه في ذي قرابة ، أو يعتق رقبة؟ قال : الرقبة أفضل ، لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من فكّ رقبة فكّ الله بكلّ عضو منها عضوا منه من النار».
وأيضا يدلّ على أفضليّته تقديمه على قوله : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) ذي مجاعة. من : سغب إذا جاع. ووصف اليوم بذي مسغبة نحو ما يقول النحويّون في قولهم : همّ ناصب ، أي : ذو نصب.
(يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) ذا قربى. من : قرب في النسب. يقال : فلان ذو قرابتي وذو مقربتي. وفيه حثّ على تفضيل ذوي القربى المحتاجين على الأجانب في الإطعام.
(أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) من : ترب إذا افتقر. ومعناه : التصق بالتراب لغاية احتياجه وافتقاره. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «في قوله : «ذا متربة» الّذي مأواه المزابل».
وفي الحديث عن معاذ بن جبل قال : «قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أشبع جائعا في يوم سغب أدخله الله يوم القيامة من باب من أبواب الجنّة ، لا يدخلها إلّا من فعل مثل ما فعل».
وعن جابر بن عبد الله قال : «قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان».
وروى محمد بن عمر بن يزيد قال : «قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إنّ لي ابنا شديد العلّة. قال : مره يتصدّق بالقبضة من الطعام بعد القبضة ، فإنّ الله يقول : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ). وقرأ الآيات».
ومعنى الآية : أنّ الإنفاق على هذا الوجه هو الإنفاق المرضيّ النافع عند الله ، لا أن يهلك مالا لبدا في الرياء والفخار ، فيكون مثله (كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ) (١) الآية.
__________________
(١) آل عمران : ١١٧.