(اللهُ أَحَدٌ) أي : المعبود الّذي يأله الخلق عن إدراكه والإحاطة بكيفيّته ، فرد بإلهيّته ، متعال عن صفات خلقه».
(اللهُ الصَّمَدُ) فعل بمعنى المفعول ، أي : السيّد المصمود إليه في الحوائج.
من : صمد إليه إذا قصد. وهو الموصوف به على الإطلاق ، فإنّه يستغني عن غيره مطلقا ، وكلّ ما عداه محتاج إليه في جميع جهاته.
وقال الباقر عليهالسلام : «حدّثني أبي زين العابدين ، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهالسلام أنّه قال : الصمد : الّذي قد انتهى سؤدده. والصمد : الدائم الّذي لم يزل ولا يزال.
والصمد : الّذي لا يأكل ولا يشرب».
أراد بذلك أنّه الحيّ الّذي لا يحتاج إلى شيء أصلا.
وتعريفه لعلمهم بصمديّته ، بخلاف أحديّته. وتكرير لفظ «الله» للإشعار بأنّ من لم يتّصف به لم يستحقّ الألوهيّة. وإخلاء الجملة عن العاطف ، لأنّها كالنتيجة للأولى ، أو الدليل عليها.
وقال أبو البختري وهب بن وهب : حدّثني الصادق جعفر بن محمد ، عن الباقر ، عن أبيه عليهمالسلام : «أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ عليهماالسلام يسألونه عن الصمد. فكتب إليهم : بسم الله الرّحمن الرّحيم. أمّا بعد ؛ فلا تخوضوا في القرآن ، ولا تجادلوا فيه ، ولا تتكلّموا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار ، وإنّ الله سبحانه قد فسّر الصمد بقوله : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
(لَمْ يَلِدْ) لأنّه لم يجانس حتّى تكون من جنسه صاحبة فيتوالدا ، كما قال : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ) (١). ولم يفتقر إلى ما يعينه أو يخلف عنه ، لامتناع الحاجة والفناء عليه. ولعلّ الاقتصار على لفظ الماضي لوروده ردّا على من
__________________
(١) الأنعام : ١٠١.