ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (١) ، شبه جملة (من حسن) فى محل رفع ، خبر مقدم للمبتدإ المؤخر (ترك).
مثله : ولكل نفس تعبيرها على حسب ما تشعر به. ومنه قوله تعالى : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) [محمد : ٢٤].
٣ ـ أن يكون الخبر دالا على ما يفهم بالتقديم
، ولا يعطى دلالته المقصودة بالتأخير ، يكون ذلك فى الأمثال السائرة والحكم السائدة ، ومثاله : فى كل واد بنو سعد ، حيث لا يفهم المثل إلا من خلال هذا الترتيب اللفظى لأنه قد شاع به. وفيه شبه الجملة (فى كل) فى محلّ رفع ، خبر مقدم ، والمبتدأ المؤخر (بنو).
ومنه الأقوال الشائعة من مثل : (لله درّك) ، حيث لا يفهم منه معنى التعجب إلا بتقديم الخبر.
٤ ـ أن يوقع تأخير الخبر فى لبس معنوى ، حيث يفهم عدم إتمام الجملة ، نحو قولك : فى القاعة طلبة. إذ لو تأخر لتوهم نقصان الجملة ، حيث يتوهم أن شبه الجملة نعت للمبتدإ.
٥ ـ أن يقرن المبتدأ بفاء الجزاء بعد (أما):
حينئذ يجب أن يفصل بين (أمّا) وفاء الجزاء (٢) ، فيكون الفاصل الخبر ، حيث تأخر المبتدأ بعد فاء الجزاء ، مثال ذلك أن تقول : أما فى المسجد فرجال يعرفون
__________________
(١) ينظر : مسند أحمد ٣ ـ ١٧٧ / الموطأ ٢ ـ ٩٠٣ / الترمذى : كتاب الزهد / ابن ماجة : كتاب الفتن وفى باب كف اللسان عن الفتنة / الجامع الصغير ٢٩٣ / شرح عمدة الحافظ ٧٨.
(تركه) ترك : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وهو الفاعل. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (يعنيه) يعنى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
(٢) (أما) حرف فيه معنى الجواب والجزاء والتفصيل ، ولذلك فإنه يجب أن يذكر بعد فاء الجواب أو الجزاء ، ولكنه يجب أن يفصل بينهما بفاصل ، قد يكون واحدا من :