ومثله قولك : كم من طالب أسرتك الجامعية. كم أعمال خير يقدمها هذا الكريم (١).
وكذلك ما يضاف إلى (كم) الخبرية ، من نحو قولك : صاحب كم طلاب أنت. أى : أنت صاحب كثير من الطلاب.
٧ ـ أن يكون الخبر اسم إشارة ظرفا :
نحو : ثمّ صديقى ، أى : هناك صديقى ، (ثمّ) اسم إشارة ظرفى ، أو ظرف مكان إشارى مبنى على الفتح فى محل نصب ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم.
ومنه : هنا كتابى ، هناك إخوة لى. هنالك رجل كريم.
وذلك لأن الخبر يتضمن ظرفا واسم إشارة معا ، واسم الإشارة له الصدارة فى الجملة.
٨ ـ أن يكون المبتدأ مصدرا مؤولا من (أنّ) المفتوحة الهمزة المشددة النون ومعموليها :
حيث يتقدم الخبر على المبتدإ ـ حينئذ ـ حتى لا تلتبس بـ (إنّ) المكسورة الهمزة التى يكون لها الصدارة فى الجملة ، كما يكون لها موضع الابتداء ، ويجب ـ حينئذ ـ ألا يقع المصدر المؤول بعد (أمّا) ، من ذلك قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [يس : ٤١]. وفيه المصدر المؤول من (أن) ومعموليها (أنا حملنا) فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر ـ على وجه أرجح ـ خبره المقدم (آية).
وجوز الفراء والأخفش تقديم المبتدإ قياسا على (أن) المصدرية الساكنة النون (٢) ، كما فى قوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤].
__________________
(١) (كم) خبرية للكثرة مبنية على السكون فى محل رفع مبتدأ. (أعمال) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف و (خير) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (يقدمها) يقدم : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (وهذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ (كم). (الكريم) نعت لاسم الإشارة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. ويجوز أن يكون عطف بيان أو بدلا منه.
(٢) ينظر : الهمع ١ ـ ١٠٣.