والمفعول به لا يمثل معنى قائما بذاته ، وإنما يكون مرتبطا بما يسبقه من جملة فعلية ، فتكون (أن) مع معموليها واقعة موقع الاسم ، مما يوجب فتح همزتها ، إلا إذا كانت مفعولا به للقول فتكون بمثابة الكلام المستقلّ ، فتكسر همزتها.
كما يجب أن يكون المفعول به غير خبر فى الأصل ، والمفعول به الخبر هو الذى يقع بعد فعل ناصب لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وهو : ظنّ وأخواتها ، وهى أفعال القلوب. ومثله أن تقول : حسبتك إنك غائب. حيث ضمير المخاطب (الكاف) فى حسبتك) مفعول به أول ، وجملة (إنك غائب) فى محلّ نصب ، مفعول به ثان لغير القول.
ومن وقوع (أنّ) مع معموليها مفعولا به لغير القول فوجب فتح همزتها : قوله تعالى : (وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ) [الأنعام : ٧١] ، فيه (أنّ) مع معموليها (أنكم أشركتم) مصدر مؤول فى محلّ نصب ، مفعول به للخوف.
(وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة : ٨٢] ، (أنكم تكذبون) مصدر مؤول فى محلّ نصب ، مفعول به ثان لتجعل.
(وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ)(١) [الأنفال : ٧].
ومن وقوع (أنّ) مع معموليها سادة مسدّ المفعولين قوله تعالى : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) [الهمزة : ٣] ، (أن ماله أخلده) مصدر مؤول سدّ مسدّ مفعولى (يحسب).
(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأعراف : ٣٠].
__________________
(١) (تودون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أن) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (غير) اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (ذات) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهى مضاف ، و (الشوكة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (تكون) فعل مضارع ناقص ناسخ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هى. (لكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بخبر تكون المحذوف فى محل نصب. وجملة تكون مع معموليها فى محل رفع ، خبر أن.