ـ ألا يكون الخبر ماضيا ؛ لأن الماضى مؤكد بدلالته التى وقعت فثبتت حدثيتها.
مثال ذلك قوله تعالى : (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ) [إبراهيم : ٣٩].
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) [النمل : ٧٤].
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : ٤].
(إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) [الواقعة : ٦٦].
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) [غافر : ٥١].
(إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات : ٦ ـ ٨].
وإن كان الخبر ماضيا مقرونا بـ (قد) جاز دخول اللام عليه قبل (قد) ، وذلك لشبهه بالمضارع ، لأن (قد) تقرب الماضى من الحال. مثال ذلك أن تقول : إن المؤمن لقد تفقّه كتاب ربّه.
وأجاز بعض النحاة ـ على رأسهم الأخفش والفراء وتبعهما ابن مالك (١) ـ دخول اللام على الفعل الماضى الجامد لشبهه بالاسم ، نحو : إن المخلص لنعم الرجل.
إننا لعسى أن نحقق آمالنا.
(نعم وعسى) فعلان جامدان واقعان فى صدر الجملة الواقعة خبرا لإنّ ، وقد دخلت لام الابتداء عليهما.
كما أنها لا تدخل على الخبر المنفىّ ، وقد شذّ دخول اللام على النفى فى قول أبى حزام غالب بن حارث العكلى :
وأعلم إنّ تسليما وتركا |
|
للا متشابهان ولا سواء (٢) |
__________________
(١) التسهيل : ٦٤.
(٢) ينظر : ابن عقيل ١ ـ ٣٦٨ / ضياء السالك ١ ـ ٣٢٥ / شرح التصريح ١ ـ ٣٢٢ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٨١ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٨٤.