ويستشهد لذلك بقول السموءل بن عادياء :
سلى ـ إن جهلت ـ الناس عنا وعنهم |
|
فليس سواء عالم وجهول (١) |
حيث الأصل : فليس عالم وجهول سواء ، فتقدم خبر (ليس) ـ وهو (سواء) ـ على الاسم ـ وهو (عالم).
وتنحصر قضية تقديم خبر (كان) على اسمها فى ثلاثة أقسام (٢) :
الأول : وجوب تقدم الخبر على الاسم :
يجب أن يتقدم خبر (كان) على اسمها ، أى : يتوسط بين (كان) واسمها فى المواضع الآتية :
١ ـ أن يكون الخبر ضميرا متصلا ، والاسم ظاهرا ، كأن تقول فى جواب السؤال : من القادم؟ : كأنه محمد ، أى : كان محمد إياه : أى القادم.
٢ ـ أن يكون الاسم نكرة لا مسوّغ للابتداء بها إلا كون خبرها ظرفا أو جارّا ومجرورا ، كأن تقول : كان فى الدار رجل ، وصار عندك فدانان ، ووجوب التقدم هنا لئلا يلتبس بين الخبر والنعت.
ومنه قوله تعالى : (قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) [مريم : ٢٠] ، حيث شبه الجملة (لى) خبر (يكون) ، وقد تقدم على اسمها النكرة (غلام) تقدما واجبا.
__________________
(١) عمدة الحافظ ١٠٦ / شرح ابن الناظم ١٣٤ / ابن عقيل ١ ـ ٢٣٦ / شرح التصريح ١ ـ ١٧٨ / الأشمونى ١ ـ ٢٣٢.
(سلى) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (إن جهلت) حرف شرط جازم ، وفعل الشرط ماض ، وتاء المخاطبة فاعل ، وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها الكلام ، الناس) مفعول به لسل منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عنا) جار ومجرور مبنيان ، شبه الجملة متعلقة بالسؤال. (وعنهم) عاطف وشبه جملة معطوفة على سابقتها فى التعلق بالسؤال. (فليس) الفاء :حرف عطف تعقيبى لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (سواء) خبر ليس مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عالم) اسم ليس مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(وجهول) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. جهول : معطوف على عالم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(٢) ينظر : المقرب ١ ـ ٩٦.