الثانى : وجوب تأخير الخبر :
يجب أن يتأخر خبر (كان) على اسمها فى المواضع الآتية :
١ ـ أن يكون الخبر ضميرا متصلا ، والاسم ضميرا متصلا ، وفيه يجب تقديم الضمير المتصل الاسم على الخبر الضمير ، حتى لا يلتبس بينهما بالاختلاف فى الرتبة ، فتقول : كنته. فى جواب السؤال : من القادم؟
أى : كنت القادم ... فتاء الفاعل ضمير مبنى فى محل رفع اسم ، (كان) ، وهاء الغائب ضمير مبنى فى محلّ نصب ، خبر (كان) ، فوجب تقدم الضمير المتصل الاسم على الضمير المتصل الخبر.
٢ ـ أن يكون هناك التباس معنوىّ فى تمييز الاسم من الخبر بسبب البنية اللفظية لهما ، فتخفى علامة إعراب كلّ منهما ، فلا يعرف أيّهما المرفوع وأيّهما المنصوب ، ولا توجد قرينة معنوية دالة ، كأن يكونا : اسمين مقصورين ، نحو : كان الفتى مصطفى. حيث خفاء إعراب كلّ منهما ؛ لأنهما يعربان بحركات مقدرة ، فوجب أن يكون المتقدم اسم (كان) مرفوعا مقدرا ، وأن يكون المتأخر خبر (كان) منصوبا مقدرا.
أو : اسمى إشارة ، نحو : ما زال هذا ذاك.
أو مضافين إلى ضمير المتكلم ، نحو : أصبح صديقى أخى.
٣ ـ أن يكون الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر فيه ، ويعود على الاسم ، كأن تقول : أضحى علىّ يذهب إلى كلّيته.
٤ ـ أن يكون الخبر محصورا ، وكما ذكرنا ، المحصور يجب أن يتأخر فتقول : ما كان المجيب عن السؤال الأخير إلا محمدا.
الثالث : يجوز تقديم الخبر وتأخيره على السواء بالخيار فى ما عدا ذلك.
يذكر سيبويه إن شئت قلت : كان أخاك عبد الله ، فقدّمت ، وأخّرت (١)
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٤٥.