ولا يجوز استخدام (ما) نفيا هنا لأن لها الصدارة ، والاستفهام له الصدارة ، فلا يجتمعان لذلك.
وجوب تقدم خبر (كان) عليها :
يجب أن يتقدم خبر (كان) عليها إذا كان مما له الصدارة ، كأن يكون : اسم استفهام ، نحو : كم كان ثمنه؟ وأين كان علىّ؟ كلّ من (كان ، وأين) اسم استفهام مبنىّ فى محلّ نصب ، خبر (كان) مقدم.
ومنه أن تقول : ابن من كان صاحبك؟. غلام من كان المريض؟
اسم شرط ، إذا لم يذكر خبر الفعل الناسخ ، وكان اسم الشرط محتملا معنى الخبر ، ذلك ، نحو : أينما تكن تجد ما تطلبه ، ومنه قوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) [النساء : ٧٨]. حيث إن (أين) ظرف مكان مبنى فى محل نصب ، خبر (تكون) مقدم ، وهو واجب التقدم لوجوب صدارته ، و (ما) حرف توكيد زائد مبنى لا محلّ له من الإعراب.
ومنه قوله تعالى : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) [البقرة : ١٤٨].
الرتبة فى خبر (كان) الجملة :
إذا كان خبر (كان) جملة فإن النحاة يختلفون فى وجوب تأخيره على أقوال ، وهى :
أ ـ يجوز التقدم مع التوسيط ، وذكر ابن السراج أنه القياس ، وإن لم يسمع (١) ، ويؤيد ابن مالك هذا الاتجاه (٢) ، ويذهب إلى المنع فى الجملة الفعلية التى ترفع ضمير الاسم ، والجواز فى غيرها ، وذهب إلى ذلك ابن عصفور (٣).
__________________
(١) ينظر : الهمع ١ ـ ١١٨.
(٢) التسهيل : ٥٤.
(٣) المقرب ١ ـ ٩٦ / الهمع ١ ـ ١١٨.