والأصل : فما من توالى مواليا كلّ حين ، حيث (من) اسم موصول فى محلّ رفع اسم (ما) الحجازية ، وخبرها (مواليا) ، وهو منصوب مبنى وعلامة نصبه الفتحة. و (كل) منصوب على الظرفية معمول لاسم الفاعل (مواليا). وتلحظ أن معمول خبر (ما) وهو شبه الجملة (كل) قد تقدم ، ولم ينتقض عملها لكونه شبه جملة.
ج ـ ألا يقترن اسمها بـ (إن) الزائدة :
يجب ألا يقترن اسم (ما) بـ (إن) الزائدة كى تعمل عمل (ليس).
ولذلك لم تعمل فى قول الشاعر :
بنى غدانة ما إن أنتم ذهب |
|
ولا صريف ولكن أنتم الخزف (١) |
حيث ظهر بعد (ما) المرفوعان (أنتم ذهب) ، وذلك لإهمالها لذكر (إن) الزائدة بعدها.
وروى بنصب (ذهب وصريف) ، وهى رواية يعقوب بن السكيت فتكون (ما) حجازية عاملة عمل (ليس) ، مع وجود (إن) بعدها ، ولكن الجمهور يخرّج ذلك على أنّ (إن) زائدة نافية ، فهى مؤكدة لنفى (ما).
ومنه قول فروة بن مسيك الصحابى :
فما إن طبّنا جبن ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا (٢) |
__________________
(١) الجامع الصغير ٥٧ / شرح الشذور ٩٠ / أوضح المسالك رقم ١٠١ / الدرر ٢ ـ ١٠٢ / صريف : فضة.
(بنى) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مضاف ، و (غدانة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (إن) حرف زائد مبنى لا محل له من الإعراب. (أنتم) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ذهب) خبر المبتدإ ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (صريف) معطوف على ذهب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ولكن) الواو : حرف عطف مبنى. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (أنتم) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الخزف) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(٢) الكتاب ٣ ـ ١٥٣ / المقتضب ١ ـ ٥١ / الخصائص ٣ ـ ١٠٨ / المحتسب ١ ـ ٩٢ / شرح المفصل ٨ ـ ١٢٩ / رصف المبانى ١١٠ / الجنى الدانى ٣٢٧ / شفاء العليل ١ ـ ٣٢٩ / الدرر ٢ ـ ١١٠. الطب هنا السبب والعلة.