و ـ الخبر جملة طلبية :
كأن تقول : المجتهد كافئه ، حيث (المجتهد) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، ثم بنيت عليه الجملة الطلبية (كافئه) ، فأصبحت خبرا.
يذكر سيبويه : «وقد يكون فى الأمر والنهى أن يبنى الفعل على الاسم ، وذلك قولك : عبد الله اضربه ، ابتدأت عبد الله فرفعته بالابتداء ، ونبّهت المخاطب له لتعرّفه باسمه ، ثم بنيت الفعل عليه كما فعلت ذلك فى الخبر» (١).
ومثل ذلك أن تقول : أما محمد فكافئه ، حيث (محمد) مبتدأ مرفوع ، خبره الجملة الفعلية الطلبية (كافئه) ، أما (الفاء) فهى فاء الجواب أو الجزاء.
ز ـ الخبر جملة قسمية :
نحو : علىّ والله ليأتينّ معنا. حيث (علىّ) مبتدأ مرفوع ، وقد بنى عليه الجملة القسمية" والله ليأتينّ.
ومنه قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً.) [الحج : ٥٨] حيث الاسم الموصول : (الَّذِينَ) مبنى فى محل ، رفع مبتدأ ، خبره الجملة القسمية المكونة من القسم المقدر ، وجوابه : (لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً) ، فالتقدير : والله ليرزقهم.
ملحوظة :
يلحظ أن النوعين الأخيرين من الخبر ـ وهما الخبر الجملة الطلبية والآخر الجملة القسمية ـ يختلف فيهما النحاة بين مؤيد ومعارض ، حيث يقدرون خبرا محذوفا مصوغا من القول ، وتقديره : يقال له ، أو : مقول له ، ويكون الجملة الطلبية أو القسمية أو غيرهما مما لا يصح خبرا عند هؤلاء فى محل نصب مقول القول.
ولكننى أرى أن فى هذا افتعالا ، فالجملة الطلبية أو الجملة القسمية بألفاظهما هما الخبر دون تأويل مقدر أو محذوف ، يتضح هذا إذا استحضرنا أن الخبر إنما هو
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ١٣٨.