الإخبار عن المبتدإ بالمعنى المشتمل عليه الخبر ، ويتضح هذا فى الجملتين السابقتين ، حيث المراد بالجملة الطلبية إخبار عن المبتدإ باستحضار ما فيها من معنى.
أما المقسم به فإنما يؤتى به لتأكيد المعنى الكامن فى جملة جواب القسم ، وهو المراد به الإخبار ، فالمعنى المخبر به عن المبتدإ يتضمنه جملة جواب القسم.
ويلحظ أن كلّا من الجملة الطلبية والجملة القسمية يجب أن تتضمن ضميرا يعود على المبتدإ.
وإذا كانت حجة الذين لا يجيزون أن يكون الخبر جملة طلبية أن الخبر حقّه أن يكون محتملا الصدق والكذب ، وليست الجملة الطلبية كذلك ؛ فإن الخبر أكثر ما يكون مفردا ، والمفرد لا يحتمل الصدق ولا الكذب ، كما أننا ذكرنا أن الخبر قد يكون استفهاما ، كقولك : متى السفر؟ أين محمد؟ كيف على؟ ... إلخ.
لذلك فإن الخبر قد يكون جملة طلبية.
ومما جاء خبره جملة طلبية قول رجل من طيئ :
قلب من عيل صبره كيف يسلو |
|
صاليا نار لوعة وغرام؟ (١) |
وفيه (قلب) مبتدأ مرفوع ، خبره الجملة الاستفهامية (كيف يسلو).
ومما جاء خبره جملة قسمية قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)
__________________
(١) المساعد ١ ـ ٢٣٠ شفاء العليل ١ ـ ٢٨٩ / الدرر ١ ـ ٧٣.
عيل صبره : غلب صبره.
(قلب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف. و (من) اسم موصول مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (عيل) فعل ماض مبنى على الفتح. (صبره) صبر : نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير الغائب مبنى في محل جر ، مضاف إليه ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (كيف) اسم استفهام مبنى على الفتح فى محل نصب على الحالية. (يسلو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو.
والجملة الاستفهامية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (صاليا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (نار) مفعول به لاسم الفاعل منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. و (لوعة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وغرام) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. غرام : معطوف على لوعة مجرور ، وعلامة جره الكسرة.