كأنه قال : للبس عباءة وأن تقرّ عيني.
وأما الضرب الآخر فما دخلت عليه لام الجر ، وذلك نحو قولك : جئتك لتعطيني ولتقوم ولتذهب وتأويل هذا : جئتك ؛ لأن تقوم جئتك ؛ لأن تعطيني ولأن تذهب ، وإن شئت أظهرت فقلت (لأنّ) في جميع ذلك ، وإن شئت حذفت (أن) وأضمرتها ويدلك على أنه لا بدّ من إضمار (أن) هنا إذا لم تذكرها أن لام الجر لا تدخل على الأفعال وأن جميع الحروف العوامل في الأسماء لا تدخل على الأفعال وكذلك عوامل الأفعال لا تدخل على الأسماء وليس لك أن تفعل هذا مع غير اللام لو قلت : هذا لك بتقوم تريد بأن تقوم لم يجز وإنما شاع هذا مع اللام من بين حروف الجر فقط للمقاربة التي بين كي واللام في المعنى.
الثالث وهو الفعل الذي ينتصب بحرف لا يجوز إظهاره :
وذلك الحرف (أن) والحروف التي تضمر معها ولا يجوز إظهارها أربعة أحرف (حتى) إذا كانت بمعنى إلى أن والفاء إذا عطفت على معنى الفعل لا على لفظه والواو إذا كانت بمعنى الاجتماع فقط وأو إذا كانت بمعنى إلى (أن).
شرح الأول من ذلك وهو حتى :
اعلم أن (حتى) إذا وقعت الموقع الذي تخفض فيه الأسماء ووليها فعل مضارع أضمر بعدها (أن) ونصب الفعل وهي تجيء على ضربين : بمعنى (إلى) وبمعنى (كي) فالضرب الأول قولك : أنا أسير حتى أدخلها والمعنى : أسير إلى أن أدخلها وسرت حتى أدخلها كأنه قال : سرت إلى دخولها فالدخول غاية للسير وليس بعلة للسير وكذلك : أنا أقف حتى تطلع
__________________
ـ فخص واو الجمع بما يكون بمعنى مع ، فهو باعتبار أصل معنى العطف احتاج إلى تقدير مصدر منتزع من الأول. وباعتبار اختصاصه العارض بحال المعية ، صار كأنه قسيم للعطف المطلق الذي لا يتقيد. فواو الجمع عطف مقيد بالمعية ، وواو العطف غير مقيد بها. فهذا هو الفرق.
وقال اللخمي في شرح أبيات الجمل : ولو رفعت وتقر لجاز ، على أن ينزل الفعل منزلة المصدر ، ونحو قولهم : " تسمع بالمعيدي" ، فتسمع منزل منزلة سماعك. انظر خزانة الأدب ٣ / ٢٧٨.