حضروا مجلس درس أحد من الصحابة والتابعين والعلماء ، نعم ربّما روى بعضهم حديثاً عن الرسول مسنداً إلى بعض الصحابة أو التابعين وهو غير الدراسة والتعلّم لديهم. وقد مضى وجه النقل عنهم.
هذا هو ابن سعد يعرّفه بقوله : « محمّد الباقر من الطبقة الثالثة من التابعين كان عالماً عابداً ثقة ، روى عنه الأئمّة أبو حنيفة وغيره. وقال عطاء : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر ، لقد رأيت الحكم عنده كأنّه مغلوب ، ويعني بالحكم ، الحكم بن عتيبة ، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه » (١).
أفمن يسلم عليه النبي عن طريق جابر يقول جابر : كنت جالساً عند رسول اللّه والحسين في حجره وهو يداعبه فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ياجابر يولد مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقوم سيد العابدين فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمد ، فإن أدركته يا جابر فاقرأه منّي السلام » (٢).
يقول المفيد : لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين عليهماالسلام في علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر من أبي جعفر الباقر عليهالسلام وروى عنه معالم الدين ، بقايا الصحابة ووجوه التابعين وفقهاء المسلمين ، وسارت بذكر كلامه الأخبار وانشدت في مدائحه الأشعار (٣).
وبذلك يظهر حال ما رواه الذهبي وغيره عن الاِمام الصادق عليهالسلام أنّه عرف عمه بقوله : « كان واللّه أقرأنا لكتاب اللّه وأفقهنا في دين اللّه ، وأوصلنا للرحم
__________________
١ ـ سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص : ١ / ٣٠٢.
٢ ـ المصدر نفسه : ٣. ٣ ، أخرجه أيضاً ابن حجر في لسان الميزان : ٥ / ١٩٨ ، وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة : ١٩٩ ، والمناوي في الكواكب الدّريّة : ١ / ١٦٤ وغير ذلك.
٣ ـ المفيد : الارشاد : ٢٦١ ـ ٢٦٢.