سيدة نساء الأعاجم والأعارب ابنة سيد المرسلين ، وختم النبيين أحمد الأمين ، صلوات اللّه وسلامه وتحياته وإكرامه عليهم أجمعين ما أنهلت السحايب ، وأنارت الكواكب وانزاحت بأنوار هدايتهم الغياهب (١).
هذا وكتابه الأكياس خير دليل على شجاعته الأدبية في بيان الحقّ ، وترك التقية أو المماشاة مع أهل السنّة قال في فصل « حكم أبي بكر في فدك ».
« قال الاِمام يحيى والاِمام المهدي عليهماالسلام : وحكم أبي بكر في فدك صحيح ، لأنّه حكم باجتهاده.
قلنا : هو المنازع ، وأيّما منازع حكم لنفسه فحكمه باطل إجماعاً ، ولو لم يخالف اجتهاده قال الشاعر :
ومن يكن القاضي له من خصومة |
|
أضرّ به إقراره وجحوده |
وأيضاً فانّ الاِمام عندهما ( عليهماالسلام ) علي عليهالسلام ، وهو لم يرض ولايته ، فكيف يصح قضاوَه.
وأيضاً كانت اليد لفاطمة عليهاالسلام ، لأنّ في الرواية أنّها ( ـ عليهاالسلام ـ ) أتته تطلب حقها بعد أن رفع عاملها ، فايجاب البينة عليها خلاف الاِجماع.
وأيضاً اعتمد على خبره وهو : « نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما خلفناه صدقة » مع احتمال أن يكون معناه : أنّ الصدقة (أي الزكاة التي لا تحلّ لبني هاشم غير موروثة بل تصرف في مصرفها).
ولفاطمة عليهاالسلام أن تعتمد على خبرها وخبر علي والحسن والحسين عليهمالسلام. صح لنا ذلك من رواية الهادي عليهالسلام (في كتاب « تثبيت الاِمامة) » (أُم أيمن (أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنحلها) مع أنّه نصّ صريح لا يحتمل التأويل (٢).
__________________
١ ـ الاعتصام بحبل اللّه المتين ، المقدمة : ١ ، بقلم مجد الدين بن محمد الموَيدي. مفتي الزيدية في اليمن حالياً.
٢ ـ القاسم بن محمد : الأساس لعقائد الأكياس : ١٦٥.