[البقرة : ٢٥٥] ، وقوله تعالى : (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ) [المائدة : ٢٤] ، (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ) [طه : ٤٢](اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ...) [البقرة : ٣٥] و [الأعراف : ١٩] ، (لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ) [طه : ٥٨]. فهذه ونحوها يتعيّن فيها إضمار العامل ، أي : ولا يأخذه نوم ، وليذهب ربّك ، وليذهب أخوك ، وليسكن زوجك ، وكذلك التقدير : ولا تخلفه ، ثمّ حذف الفعل وحده فبرز الضمير وانفصل. ولو لا ذلك لزم إعمال فعل الأمر والفعل المضارع ذي النون في الاسم الظاهر أو الضمير المنفصل ، وإسناد الفعل المؤنّث إلى الاسم المذكّر. وكذلك قوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ ...) [الحشر : ٩] ، وقول الشاعر (١) : [الوافر]
[إذا ما الغانيات برزن يوما] |
|
وزجّجن الحواجب والعيونا |
وقول الآخر (٢) : [الرجز]
علفتها تبنا وماء باردا |
|
[حتى شتت همّالة عيناها] |
وقوله (٣) : [مجزوء الكامل]
[يا ليت زوجك قد غدا] |
|
متقلّدا سيفا ورمحا |
أي : وألفوا الإيمان ، أو وأحبّوا الإيمان ، وكحّلن العيون ، وسقيتها ماء ، وحاملا رمحا. ومن ذلك قولهم : «ما جاءني زيد ولا عمرو» أي : ولا جاءني عمرو ، لأنّ حرف النّفي لا يدخل على المفردات ، لأنّ الذي ينفى إنما هو النّسبة. وكذلك القول في حرف الاستفهام إذا قيل : «أجاءك زيد أو عمرو؟» ـ بتحريك الواو ـ تقديره : أو جاءك عمرو.
فإن قلت : ما ذكرته في النّافي منتقض بقولهم : «جئت بلا زاد» ، وما ذكرته في الاستفهام منتقض بقوله تعالى : (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [الصافات : ١٦ ـ ١٧] ، قاله الزّمخشريّ. قلت : أمّا هذا الإعراب فمردود والصواب أنّ (آباؤنا) مبتدأ ، وخبره محذوف مدلول عليه بقوله تعالى : (لَمَبْعُوثُونَ) كما أنّها في قراءة من سكّن الواو كذلك (٤).
__________________
(١) مرّ الشاهد رقم (٣١١).
(٢) مرّ الشاهد رقم (٦٢٢).
(٣) مرّ الشاهد رقم (١٣٨).
(٤) انظر تيسير الداني (ص ١٥١).