وأمّا السؤال السابع : في إعراب قول أبي جحيفة «فمن ناضح ونائل» : فقد سألني عنه من مدّة بعض المغاربة قال له العفيصي من المقيمين عندنا بالقاهرة ، وقد توجّه الآن للمغرب. وظهر لي في إعرابه أنّه بدل تفصيل على تقدير : فانقسموا قسمين من ناضح ونائل ، لأنّ في رواية : «فرأيت النّاس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسّح به ومن لم يصب منه أخذ من بلل يد صاحبه» واللفظان في مسلم في كتاب الصّلاة في ذكر السّترة ويكون ذلك كقول الشاعر : [الكامل]
٧٦٧ ـ قوم إذا سمعوا الصّريخ رأيتهم |
|
من بين ملجم مهره أو سافع |
قال النّحاة : يريد : وسافع ، لأنّ البدل التفصيليّ لا يعطف إلّا بالواو. انتهى.
الكلام في قول الشاعر : كاثنين ثان إذهما في الغار : كتب الشيخ جلال الدين البلقيني إلى البدر الكلستاني ما نصّه : [الطويل]
إلى كعبة الآداب تأتي الرّسائل |
|
ومن علمه الوافي تحلّ المسائل |
إمام حوى علما وفخرا وسؤددا |
|
فأصبح مقصودا ، وكلّ وسائل |
فكاتب سرّ الملك عالم عصره |
|
بمذهب نعمان وما ثمّ ماثل |
فإن أشكلت يوما أمور فلذ به |
|
فمن علمه التهذيب والفضل شامل |
نهاية كلّ الناس عند اجتماعهم |
|
بحضرته الإصغا لما هو ناقل |
فيبدي سؤالا ثمّ يذكر حلّه |
|
ألا فاعجبوا هذا مجيب وسائل |
هو البدر إن لاقيته بمحاسن |
|
هو الليث في كرّ وفرّ يعامل |
ما قول إمام أهل الأدب ، ومالك زمام معالي الرّتب ، وخليفة النّعمان في هذا العصر ، ومن بأقدامه وإقدامه يحصل الفتح والنصر ، في بيتين وقعا لأبي تمّام مدح بهما المعتصم الإمام لمّا صلب بعض الخوارج العائجين عن الشّرائع والمناهج ، وهما : [الكامل]
٧٦٨ ـ ولقد شفيت النّفس من برحائها |
|
أن صار بابك جار مازيّار |
__________________
٧٦٧ ـ الشاهد لعمرو بن معد يكرب في ديوانه (ص ١٤٥) ، ولحميد بن ثور في ديوانه (ص ١١١) ، وشرح التصريح (٢ / ١٤٦) ، وشرح شواهد المغني (١ / ٢٠٠) ، والمقاصد النحوية (٤ / ١٤٦) ، وبلا نسبة في أوضح المسالك (٣ / ٣٧٩) ، وشرح الأشموني (٢ / ٤٢٤) ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ٢٩) ، وشرح عمدة الحافظ (ص ٦٢٨) ، ولسان العرب (سفع) ، ومغني اللبيب (١ / ٦٣).
٧٦٨ ـ انظر ديوانه بشرح التبريزي (٢ / ٢٠٧).