جاز). فلهذا ضعف عندنا أن يكون (هما) من (مصطلاهما) فى قوله :
*كميتا الأعالى جونتا مصطلاهما (١) *
عائدا على الأعالى فى المعنى ؛ إذ كانا أعليين اثنين ؛ لأنه موضع قد ترك فيه لفظ التثنية حملا على المعنى ؛ لأنه جعل كلّ جهة منهما أعلى ؛ كقولهم : شابت مفارقه ، وهذا بعير ذو عثانين (٢) ونحو ذلك ، أو لأن الأعليين شيئان من شيئين.
فإذا كان قد انصرف عن اللفظ إلى غيره ضعفت معاودته إياه ؛ لأنه انتكاث وتراجع ، فجرى ذلك مجرى ادّغام الملحق وتوكيد ما حذف. على أنه قد جاء منه شيء ؛ قال :
*رءوس كبيريهنّ ينتطحان (٣) *
وأمّا قوله :
كلاهما حين جدّ الحرب بينهما |
|
قد أقلعا وكلا أنفيهما رابى (٤) |
فليس من هذا الباب ، وإن كان قد عاد من بعد التثنية إلى الإفراد. وذلك أنه
__________________
(١) عجز البيت من الطويل ، وهو للشماخ فى ديوانه ص ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٣ ، والدرر ٥ / ٢٨١ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٧ وشرح المفصل ٦ / ٨٣ ، ٨٦ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٢١٠ ، والكتاب ١ / ١٩٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٨٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٩ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٨ / ٢٢٠ ، ٢٢٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٥٩ ، والمقرب ١ / ١٤١.
وصدره :
*أقامت على ربعيهما جارتا صفا*
(٢) عثانين : واحده عثنون ، وهو شعيرات عند مذبح البعير والتيس.
(٣) عجز البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٢١٦ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٩ ، ٣٠١ ، ولسان العرب (رأس). وصدره :
*رأت جبلا فوق الجبال إذا التقت*
(٤) البيت من البسيط ، وهو للفرزدق فى أسرار العربية ص ٢٨٧ ، وتخليص الشواهد ص ٦٦ ، والدرر ١ / ١٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٤٣ ، وشرح شواهد المغنى ص ٥٥٢ ، ونوادر أبى زيد ص ١٦٢ ، وهو للفرزدق أو لجرير فى لسان العرب (سكف) ، وبلا نسبة فى الإنصاف ص ٤٤٧ ، والخزانة ١ / ١٣١ ، ٤ / ٢٩٩ ، وشرح الأشمونى ١ / ٣٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٧١ ، وشرح المفصل ١ / ٥٤ ، ومغنى اللبيب ص ٢٠٤ ، وهمع الهوامع ١ / ٤١ ، ويروى : (الجرى) مكان (الحرب).