والرواية تحتمل التأويلين جميعا.
ومنها هيهات ، وهى عندنا من مضاعف الفاء فى ذوات الأربعة. ووزنها فعللة ، وأصلها هيهية ؛ كما أن أصل الزوزاة (١) والقوقاة والدوداة (٢) والشوشاة (٣) : الزوزوة والقوقوة والدودوة والشوشوة ، فانقلبت «اللام ألفا» فصارت هيهاة. والتاء فيها للتأنيث ، مثلها فى القوقاة والشوشاة. والوقوف عليها بالهاء. وهى مفتوحة فتحة المبنيّات. ومن كسر التاء فقال : هيهات فإن التاء تاء جماعة التأنيث ، والكسرة فيها كالفتحة فى الواحد. واللام عندنا محذوفة لالتقاء الساكنين ، ولو جاءت غير محذوفة لكانت هيهيات ، لكنها حذفت لأنها فى آخر اسم غير متمكّن ، فجاء جمعه مخالفا لجمع المتمكّن ؛ نحو الدوديات والشوشيات ، كما حذفت فى قولك :
ذان وتان واللّذان واللّتان.
وأمّا قول أبى الأسود :
على ذات لوث أو بأهوج شوشو |
|
صنيع نبيل يملا الرحل كاهله (٤) |
فسألت عنه أبا علىّ ، فأخذ ينظر فيه. فقلت له : ينبغى أن يكون بنى من لفظ الشوشاة مثال حجمرش (٥) ، فعاد إلى شوشوو ، فأبدل اللام الثالثة ياء لانكسار ما قبلها ، فعاد : شوشو ، فتقول على هذا فى نصبه : رأيت شوشويا ، فقبل ذلك ورضيه. ويجوز فيه عندى وجه آخر ، وهو أن يكون أراد : شوشويّا ، منسوبا إلى شوشاة ، ثم خفّف إحدى ياءي الإضافة.
وفى هيهات لغات : هيهاة ، وهيهاة وهيهات ، وهيهات ، وأيهات ، وأيهات» ، وأيهات ، وأيهاتا ، وأيهان بكسر النون ، حكاها لنا أبو على عن أحمد بن يحيى
__________________
(١) الزوزاة : مصدر زوزى : نصب ظهره وقارب خطوه فى سرعة. اللسان (زوى).
(٢) الدّوداة : هى أثر أرجوحة الصبى ، والجمع الدّوادى. اللسان (دود).
(٣) الشوشاة : يقال : ناقة شوشاة ، سريعة.
(٤) البيت من الطويل ، وهو لأبى الأسود الدؤلى فى ديوانه ص ٥٩ ، ولسان العرب (هوج) ، (شوا) ، وتاج العروس (هوج) ، ويروى (دوسر) مكان (شوشو). اللوث : القوة ، أى ناقة قوية. الشّوشوى : السريع.
(٥) الجحمرش : من معانيها العجوز الكبيرة.