وينفق الأكثر والأقلا |
|
من كسب ما طاب وما قد حلا |
إذا الشحيح غلّ كفّا غلا |
|
بسّط كفّيه معا وبلا |
وحلّ زاد الرحل حلا حلا |
|
يرقب قرن الشمس إذ تدلّى |
حتى إذا ما حاجباها انغلا |
|
تحت الحجاب بادر المصلى (١) |
أقام وجه النضو ثم خلّى |
|
سبيله إذا تسدّى خلا (٢) |
أحذى القطيع الشارف الهبلا |
|
فجال مخطوف الحشى شملا (٣) |
حتى إذا أوفى بلالا بلا |
|
بدمعه لحيته وانغلا |
بها وفاض شرقا فابتلا |
|
جيب الرداء منه فارمعلا (٤) |
وحفز الشانين فاستهلا |
|
كما رأيت الوشلين انهلا (٥) |
حتى إذا حبل الدعاء انحلّا |
|
وانقاض زبرا جاله فابتلا (٦) |
أثنى على الله علا وجلا |
|
ثم انثنى من بعد ذا فصلّى |
على النبىّ نهلا وعلا |
|
وعمّ فى دعائه وخلا |
ليس كمن فارق واستحلا |
|
دماء أهل دينه وولىّ |
وجهته سوى الهدى مولّى |
|
مجتنبا كبرى الذنوب الجلّى |
مستغفرا إذا أصاب القلى |
|
لما أتى المزدلفات صلّى |
سبعا تباعا حلّهن حلا |
|
حتى إذا أنف الفجير جلّى |
برقعه ولم يسرّ الجلا |
|
هبّ إلى نضيّه فعلّى |
__________________
(١) انغلا تحت الحجاب : أى دخلا تحته ، يريد غروب الشمس.
(٢) تسدّاه : علاه وركبه. الخل : الطريق فى الرمل. والنضو : أى بعيره المهزول.
(٣) القطيع : السوط. الشارف : المسن من النوق. الشمل : السريع.
(٤) ارمعل : ابتل.
(٥) الشأنان : عرقان ينحدران من الرأس إلى الحاجبين ثم إلى العينين. والوشل : الماء القليل يتحلب من صخرة أو جبل يقطر قليلا قليلا.
(٦) الزبر : طىّ البئر بالحجارة. والجال : جانب البئر. وانقاض : تصدع وتشقق.