كأنّ ريح دبرات خمس |
|
وظربانا بينهنّ يفسى (١) |
ريح ثناياها بعيد النّعس |
أراد : يفسو ، ثم حذف الواو استخفافا ، وأسكن السين ، والفاء قبلها ساكنة ، فكسر السين لالتقائهما ، ثم أشبع للإطلاق ، فقال : يفسى. فاعرف ذلك.
وأما هزنبزان (٢) وعفزّران فقد ذكرا فى بعض نسخ الكتاب. والهزنبزان السّيئ الخلق ، قال :
لقد منيت بهزنبزان |
|
لقد نسيت غفل الزمان |
وعفزّران : اسم رجل. وقد يجوز أن يكون أصله : عفزّر ؛ كشعلّع وعدبّس ، ثم ثنّى وسمّى به ، وجعلت النون حرف إعراب ؛ كما حكى أبو الحسن عنهم فى اسم رجل : خليلان. وكذلك أيضا ذهب فى قوله :
* ألا يا ديار الحىّ بالسبعان (٣) *
إلى أنه تثنية سبع ، وجعل النون حرف إعراب. وليس لك مثل هذا التأويل فى
__________________
(١) الظّربان : دويبّة شبه الكلب ، كثير الفسو ، منتن الرائحة ، يضرب به المثل فى الفساء. اللسان (ظرب).
(٢) وفى تاج العروس (هزبر) قال : صاحب التاج أن الجوهرى قد وهم وفسر (الهزبران) ، و (الهزبزان) بالسيئ الخلق. والصواب فيهما (بزاءين).
(٣) صدر البيت من الطويل ، وهو لابن أحمر فى ديوانه ص ١٨٨ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٨٤٩ ، ولابن مقبل فى ديوانه ص ٣٣٥ ، وإصلاح المنطق ص ٣٩٤ ، وخزانة الأدب ٧ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، وسمط اللآلى ص ٥٣٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٤٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٢٩ ، ٣٨٤ ، والكتاب ٤ / ٢٥٩ ، ولسان العرب (سبع) ، (ملل) ، (ملا) ، ومعجم ما استعجم ص ٧١٩ ، ولأحدهما فى معجم البلدان ٣ / ١٨٥ ، (السبعان) ، ٤ / ٣٣٣ ، ولسان العرب (عفزر).
وعجز البيت :
* أملّ عليها بالبلى الملوان*
ويروى عجز البيت :
* عفت حججا بعدى وهد ثمانى*
وهو بهذه الرواية لشاعر جاهلى من بنى عقيل فى خزانة الأدب ٧ / ٣٠٦ ، ومعجم البلدان ٣ / ١٨٥.
والسّبعان : موضع فى ديار قيس ، ولا يعرف فى كلامهم اسم على فعلان غيره.