الصفات. ولكن قد حكى الأصمعىّ : ناقة تضراب إذا ضربها الفحل. فظاهر هذا أنه تفعال فى الصفة كما ترى. وقد ذكرنا ما فيه فى أوّل الباب.
وأما الصّنّبر فقد كنت قلت فيه فى هذا الكتاب فى قول طرفة :
بجفان تعترى نادينا |
|
وسديف حين هاج الصنّبر (١) |
ما قد مضى ، وإنه يرجع بالصنعة إلى أنه من نحو مررت ببكر. وذهب بعضهم إلى أنه كسر الباء لسكونها وسكون الراء. وفيه ضعف. وذلك أن الساكنين إذا التقيا من كلمة واحدة حرّك الآخر منهما ؛ نحو أمس ، وجير ، وأين ، وسوف ، وربّ. وإنما يحرّك الأوّل منهما إذا كانا من كلمتين ؛ نحو قد انقطع ، وقم الليل.
وأيضا فإن الساكنين لا ينكر اجتماعهما فى الوقف.
فإن قلت : فالوزن اقتضى تحريك الأوّل ، قيل : أجل ؛ إلا أنه لم يقتضك فساد الاعتلال. فإذا قلت ما قلنا نحن فى هذا فيما مضى من كتابنا سلم على يديك ، وثلج به صدرك إن شاء الله.
فإن قلت : فقد قالوا فى الوقف : ضربته (٢).
قيل : هذا أمر يخص تاء التأنيث ؛ رغبة فى الكسرة الدالّة على التأنيث. وأيضا فإن التاء آخر الكلمة ، والهاء زائدة من بعدها ، ليست منها. وكذلك القول فى ادعه (٣) ، واغزه ؛ ألا ترى (أن الهاء زائدة) من بعد الكلمة. وعلى أنه قد يجوز أن تكون الكسرة فيهما إنما هى على حدّ قولك : ادع واغز ، ثم لحقت الهاء. ونحوه ما أنشده أبو سهل أحمد بن زياد القطّان :
__________________
(١) البيت من الرمل ، وهو لطرفة فى ديوانه ص ٥٦ ، ولسان العرب (صنبر) ، وتهذيب اللغة ١٢ / ٢٧١ ، وتاج العروس (صنبر).
(٢) الوقف بكسر تاء التأنيث ، وهى لغة بعض بنى تميم من بنى عدىّ وانظر الكتاب ٤ / ١٨٠.
(٣) بكسر العين. ويقول سيبويه فى الكتاب ٤ / ١٦٠ : «وزعم أبو الخطاب أنّ ناسا من العرب يقولون : ادعه من دعوت ، فيكسرون العين ، كأنها لمّا كانت فى موضع الجزم توهموا أنها ساكنة ، إذ كانت آخر شيء فى الكلمة فى موضع الجزم ، فكسروا حيث كانت الدال ساكنة ، لأنه لا يلتقى ساكنان.