أراد : أىّ معونة ، فحذف التاء. وقد كثر حذفها فى غير هذا.
وأما أصرى (١) فإن أبا العباس استدركها. (وقال) (٢) : وقد جاءت أيضا إصبع.
وحدّثنا أبو علىّ ، قال : قال إبراهيم الحربىّ : فى إصبع وأنملة جميع ما يقول الناس. ووجدت بخطّ أبى علىّ : قال الفرّاء : لا يلتفت إلى ما رواه البصريون من قولهم : إصبع ؛ فإنا بحثنا عنها فلم نجدها. وقد حكيت أيضا : زئبر وضئبل وخرفع ؛ وجميع ذلك شاذّ لا يلتفت إلى مثله ؛ لضعفه فى القياس ، وقلّته فى الاستعمال. ووجه ضعف قياسه خروجك من كسر إلى ضمّ بناء لازما وليس بينهما إلا الساكن. ونحو منه ما رويناه عن قطرب من (قول بعضهم) فى الأمر : اقتل ، اعبد. ونحو منه فى الشذوذ عن الاستعمال قول بعضهم : إزلزل ، وهى كلمة تقال عند الزلزلة. وينبغى أن تكون من معناها ، وقريبة من لفظها ، ولا تكون من حروف الزلزلة. وإنما حكمنا بذلك لأنها لو كانت منها لكانت إفعلل ؛ فهو مع أنه مثال فائب فيه بليّة من جهة أخرى. وذلك أن ذوات الأربعة لا تدركها الزيادة من أولها ، إلا فى الأسماء الجارية على أفعالها ؛ نحو مدحرج ، وليس إزلزل من ذلك.
فيجب أن تكون من لفظ الأزل (ومعناه). ومثاله فعلعل ؛ نحو كذبذب فيما مضى.
وأما مدّ المقصور ، وقصر الممدود ، والإشباع والتحريف ، فلا تعتدّ أصولا ، ولا تثبت بها مثل ، موافقة ولا مخالفة.
وقال (٣) : الفعلال لا يأتى إلا مضاعفا ؛ نحو القلقال والزلزال. وحكى الفرّاء :
__________________
شواهد الشافية ص ٦٧ ، ولسان العرب (ألك) ، (كرم) ، (عون) ، (أيا) ، وبلا نسبة فى إصلاح المنطق ص ٢٢٣ ، وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ١٦٨ ، والمحتسب ١ / ١٤٤ ؛ والممتع فى التصريف ١ / ٧٩ ، والمنصف ١ / ٣٠٨.
(١) يقال : هو منّى صرّى وأصرّى ، وصرّى وأصرّى ، وصرّى وصرّى ، أى عزيمة وجد. اللسان (صرر).
(٢) وهذا الكلام لا يتصل بما قبله ، فإنه فى إصبع ، وكأن فى العبارة سقطا. والأظهر أن يضبط «أصبع» بفتح الهمزة وكسر الباء فيكون من باب أصرّى إذا أصله : أصررى قبل الإدغام. وهذا بخلاف «أصبع» الآتى ، فإنه بكسر الهمزة وضم الباء. (نجار).
(٣) أى سيبويه.