سنة ثمان وأربعين وأربعمائة
(٥٤ و) فيها وردت الأخبار من ناحية العراق بانعقاد أمر الوصلة (١) بين الإمام القائم بأمر الله ، وبين بنت الملك داود أخي السلطان ركن الدنيا والدين طغرلبك ، وكان العقد أولا لولده ذخيرة الدين ، فلما قضى الله عليه بالوفاة ، نقل العقد إلى الخليفة القائم بأمر الله في يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم من السنة ، ووصلت البنت المذكورة من مدينة الريّ إلى بغداد في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول من السنة.
وفي هذه السنة ولد الإمام المقتدي بالله عبد الله بن ذخيرة الدين بن القائم بأمر الله في ليلة الأربعاء الثاني من جمادى الأولى من السنة (٢).
__________________
(١) أي الزواج بين خديجة ابنة جغري بك واسمها التركي «أرسلان خاتون» والخليفة القائم [٤٢٢ ـ ٤٦٧ ه / ١٠٣١ ـ ١٠٧٥ م]. وقد أورد تفاصيل ذلك غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن الصابي ، في كتابه عيون التواريخ الذي ذيل به على تاريخ أبيه ، وكان أبوه قد ذيل على تاريخ خاله ثابت بن سنان ، وكان ثابت قد كتب أكثر من كتاب في التاريخ منها كتاب «مفرد في أخبار الشام ومصر في مجلد واحد» وكما هو مرجح فإن ابن القلانسي قد ذيل على كتاب ثابت هذا بعد ما ذيل عليه هلال بن المحسن ، وكما فعل ابن القلانسي حين بدأ كتابه بحوادث سنة / ٤٤٨ ه / كذلك فعل غرس النعمة ، وهنا يلاحظ أن غرس النعمة أولى حوادث العراق جل اهتمامه وجاء بعد العراق الشام والجزيرة ، ونجد في المقابل ابن القلانسي يهتم بالشام أولا وبمصر ثانيا ، ومحصلة هذا أنه صنع الآن ذيلان لتاريخ آل الصابىء يتممان بعضهما البعض ، انما يختلفان من حيث طول المدة المؤرخ لها ؛ ولم يصلنا تاريخ غرس النعمة بشكل مباشر ، إنما وصلنا بشكل غير مباشر بكامله في كتاب مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ، وهذا الكتاب محقق لدي ، وسأدفعه للمطبعة مع ابن القلانسي إن شاء الله تعالى ؛ وقد أورد سبط ابن الجوزي حادثة الزواج في أخبار سنة / ٤٤٨ / ه.
(٢) ولي الخلافة بعد جده القائم وكانت خلافته ما بين ٤٦٧ ـ ٤٨٧ ه / ١٠٧٥ ـ ١٠٩٤ م.