الظلم ، بحيث قبض عليه ، ونهبت داره ، وقتل مع من قتل من أولاده ، واستؤصلت شأفته ، وذلك مجازاة الساعي في قتل النفوس ، وسفك الدماء ، وما هي من الظالمين ببعيد ، وذلك في ذي القعدة (١).
وفي هذه السنة استوزر الملك رضوان أبا الفضل بن الموصول (٢) ، ولقب مشيّد الدين ، بحلب.
سنة إحدى وتسعين وأربعمائة
في آخر جمادى الأولى منها ورد الخبر بأن قوما من أهل أنطاكية من جملة الأمير يغي سغان من الزرّادين عملوا على أنطاكية وواطوا الافرنج على تسليمها إليهم لإساءة تقدمت منه في حقهم ومصادرتهم ، ووجدوا الفرصة في برج من أبراج البلد ، مما يلي الجبل باعوه للأفرنج ، وأطلعوهم إلى البلد منه في الليل (٣) ، وصاحوا عند الفجر ، فانهزم يغي سغان ، وخرج في خلق عظيم ، فلم يسلم منهم شخص ، ولما حصل بالقرب من أرمناز ، ضيعة بقرب من معرة مصرين ، سقط عن فرسه على الأرض ، فحمله بعض أصحابه وأركبه ، فلم يثبت على ظهر الفرس ، وعاود سقط ، فمات رحمهالله.
وأما أنطاكية ، فقتل منها وأسر وسبي من الرجال والنسوان والأطفال ما لا يدركه حصر ، وهرب إلى القلعة تقدير ثلاثة آلاف تحصنوا بها ، وسلم من كتب الله سلامته.
__________________
(١) كان المجن الفوعي مقدما لأحداث حلب ، اصطدم برضوان بن تتش ، انظر تفصيل هذا في كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٤٣ ـ ٢٤٤.
(٢) هو هبة الله بن عبد القاهر بن الموصول ، وكان الوزير قبله هبة الله بن محمد بن بديع. زبدة الحلب : ٢ / ١٣٨.
(٣) انظر مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٣٧.