ولاية القائد طارق الصقلبي المستنصري لدمشق
في سنة أربعين وأربعمائة (٥٣ و)
وصل الأمير بهاء الدولة وصارمها طارق المستنصري إلى دمشق ، واليا عليها في يوم الجمعة مستهل رجب سنة أربعين وأربعمائة وقرىء سجل ولايته والدعاء له «سلمه الله وحفظه» ، وعند دخوله وقع القبض على الأمير ناصر الدولة بن حمدان الوالي المقدم ذكره وسيّر إلى مصر ، وتسلم الأمير طارق الولاية يأمر فيها.
ووردت الأخبار من ناحية مصر في سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، بوفاة الوزير أبي القاسم علي بن أحمد الجرجرائي (١) وزير المستنصر بالله ، في داره آخر نهار الأربعاء السادس من شهر رمضان بعلة الاستسقاء وصلى عليه المستنصر بالله في القصر ، ودفن في دار تجاور دار الوزارة ، وقلد مكانه الوزير أبو نصر صدقة بن يوسف الفلاحي وخلع عليه في يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر رمضان من السنة ، وقبض على أبي علي بن الانباري صاحب الوزير أبي القاسم علي بن أحمد ، وحمله إلى خزانة البنود وسعى في قتله فيها ودفنه ، وما مضى إلا القليل ، وقبض على الوزير أبي نصر بن يوسف الفلاحي ، وحمل إلى خزانة البنود في يوم الاثنين الخامس من المحرم سنة أربعين وأربعمائة ، وقتل
__________________
(١) كان الجرجرائي عراقي الأصل من قرية جرجرايا في سواد العراق التحق بمصر ، وتقلب بالوظائف حتى ولي الوزارة ، وقد مر بنا نص سجل تعيينه بالوزارة ، ومكث الجرجرائي بالوزارة سبع عشر سنة وثمانية أشهر ، وهي مدة لم يتمتع بها سواه. انظر الوزارة والوزراء في العصر الفاطمي : ٢٥٣ ـ ٢٥٤.