وورد الخبر بأن حسام الدين تمرتاش بن ايل غازي بن أرتق ملك قلعة الهتاخ (١) من بقية آل مروان وما كان بقي في أيديهم غيرها ، بعد البلاد والمعاقل ملكها بحيلة أعملها عليهم ، ومكيدة نصبها لهم ، وهي على غاية من الحصانة والمنعة.
وفيها شرع أهل حلب في تحصينها ، وحفر خنادقها ، والتحصن من الروم بها ، لقربهم منها.
وورد الخبر بأن عماد الدين أتابك عزل وزيره أبا المحاسن علي بن أبي طالب العجمي ، وقبض عليه ، واعتقله بسبب مال وافر ، وانكسر عليه من المعاملات ما عجز عن القيام به ، والخلاص بتأديته ، وبقي معتقلا في القلعة بحلب بسببه.
سنة إثنتين وثلاثين وخمسمائة
أولها يوم الإثنين مستهل المحرم ، وهو العشرون من ايلول ، وفيه وصل الحاجب حسن الذي كان أرسل الى متملك الروم ، ومعه رسول الملك عماد الدين أتابك.
وفي رابع عشر المحرم وصل أتابك في عسكره الى حماة ، ورحل عنها متوجها الى ناحية البقاع ، فملك حصن المجدل (٢) من أيدي الدمشقيين ، ودخل في طاعته ابراهيم بن طرغت والي بانياس من عمل دمشق.
__________________
(١) في الأصل : الهياج ، وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا والهتاخ كما وصفها أبو الفداء : ٢٨١ «قلعة حصينة من ديار بكر». انظر الكامل لابن الأثير : ٨ / ٣٦٣.
(٢) في تقويم البلدان : ٢٣٠ وبالقرب من عين الجر ضيعة تعرف بالمجدل ، وهي على الطريق الآخذ من بلعلبك على وادي التيم.