حصن هناك بيد من اغتاله من الباطنية ، المتزيين بطريقة الزهّاد المتصوفة على القضية المشهورة (٦١ و) والسجية المذكورة (١).
سنة ست وستين وأربعمائة
فيها فتح الأمير محمود بن صالح قلعة السن (٢) في يوم الخميس تاسع شهر ربيع الآخر.
وفيها وردت الأخبار من بغداد بزيادة مدّ دجلة ، حتى غرق بها عدة أماكن ، وهدم عدة مساكن.
وفيها وردت الأخبار من ناحية العراق بانتصاب السلطان العادل ملك شاه ، أبي الفتح محمد بن السلطان الب أرسلان في المملكة بعد أبيه ، وجلوسه على سرير الملك ، بعد أخذ البيعة له على أمراء الأجناد ، وكافة ولاة الأعمال والبلاد ، فاستقامت له الأمور ، وانتظمت به الأحوال على المراد والمأثور ، واستمر التدبير على نهج الصلاح وسنن النجاح ، وسلك في العدل والانصاف ، مسلك أبيه ، العادل عن طريقة الجور والاعتساف ، ورتب النواب في الأعمال والثقات في حفظ الأموال.
__________________
(١) لا علاقة للباطنية باغتيال ألب أرسلان ، ذلك أنه عبر سنة خمس وستين وأربعمائة نهر جيحون على رأس جيش كبير «فأتاه أصحابه بمستحفط قلعة يعرف بيوسف الخوارزمي ، وحمل إلى قرب سريره ، وهو مع غلامين ، فتقدم بأن يضرب له أربعة أوتاد وتشد أطرافه إليها ، فقال : يا مخنث مثلي يقتل هذه القتلة؟ فاحتد السلطان ألب أرسلان ، وأخذ القوس والنشابة ، وحرص على قتله ، وقال للغلامين : خلياه ، ورماه فأخطأه .... فعدا يوسف إليه ، وكان السلطان جالسا على سدة ، فنهض ونزل فعثر ، ووقع على وجهه ، وقد وصله يوسف ، فبرك عليه وضربه بسكين كانت معه في خاصرته ، ودخل السلطان إلى خيمته وهو مثقل ، ولحق بعض الفراشين يوسف فقتله بمروة كانت في يده ، وقضى ألب أرسلان نحبه». مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٩١.
(٢) قلعة بالجزيرة قرب سميساط. انظر زبدة الحلب : ٢ / ٤٢.