وفيها وصل الأمير شمس الدولة سالم بن مالك (١) بالخلع السلطانية إلى شرف الدولة إلى حلب (٢).
وتقرر (٣) الصلح بين شرف الدولة وابن ملاعب بحمص ، وفيها وصل أبو العز بن صدقة ، وزير شرف الدولة ، في عسكر كثيف ، لإنجاد حلب على تاج الدولة ، فلما وصل إليها رحل تاج الدولة ، في الحال عنها (٤).
سنة ست وسبعين وأربعمائة
فيها عمل على مدينة حرّان ، وأخذت من ملكة شرف الدولة مسلم بن قريش في سابع صفر ، وعاد إليها حين عرف خبرها ، فنزل عليها في عسكره ،
__________________
(١) ابن عم لمسلم بن قريش ، كلفه مسلم بحكم قلعة حلب ، وصار بعد مقتل مسلم وسقوط حلب للسلطان ملكشاه سيدا لقلعة جعبر ، مما أهله وآله من بعده إلى شغل دور كبير في أحداث الحروب الصليبية. له ترجمة في كتاب بغية الطلب نشرتها في ملاحق كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٤٠٥ ـ ٤٠٧.
(٢) لدى معرفة السلطنة بخبر وجود علاقات بين مسلم بن قريش والخلافة الفاطمية ، بعث إليه الوزير نظام الملك يعاتبه ، فأجابه مسلم : «إن كانت الكتب مني إلى صاحب مصر ، توجه العتب عليّ ، وإن كانت منه إليّ ، فاحفظوا صاحبا لكم ، يرغب فيه صاحب مصر ، ولا تخرجوه عن أيديكم ، وارغبوا فيه ، كما رغب فيه غيركم». وبناء على هذا وصلته الخلع السلطانية. مرآة الزمان ـ أخبار سنة ٤٧٥ ه.
(٣) في الأصل «وقرر» وهي مصحفة صوابها ما أثبتنا ، ففي مرآة الزمان أخبار سنة ٤٧٥ ه ـ : «وعاد مسلم إلى حمص ، فخرجت نساء ابن ملاعب وحريمه ، فتعلقن بذيل مسلم ، فاستحى منهن ، وذم له ، وأبقاه على حاله ، ولم يطالبه بما تقرر عليه ، واستحلفه ، وحلف له ، وعاد إلى حلب».
(٤) حصل هذا قبل حملة مسلم بن قريش على دمشق ، وفي سوق الخبر هكذا مع سواه دليل جديد على طبيعة عمل ابن القلانسي ، من أنه أخذ من مصادر مختلفة وأثبت مواده دونما تنسيق.