ووصل الأفضل في العساكر المصرية ، وقد فات الأمر ، فانضاف إليه عساكر الساحل ، ونزل بظاهر عسقلان في رابع عشر شهر رمضان ، منتظرا لوصول الإسطول في البحر والعرب ، فنهض عسكر الأفرنج إليه ، وهجموا عليه في خلق عظيم ، فانهزم العسكر المصري إلى ناحية عسقلان ، ودخل الأفضل إليها ، وتمكنت سيوف الأفرنج من المسلمين ، فأتى القتل على الراجل والمطوعة وأهل البلد ، وكانوا زهاء عشرة آلاف نفس ، ونهب العسكر ، وتوجه الأفضل في خواصه إلى مصر ، وضايقوا عسقلان إلى أن قرروا عليها بعده للأفرنج عشرين ألف دينار ، تحمل إليهم ، وشرعوا في جبايتها من أهل البلد ، فاتفق حدوث الخلف بين المقدمين ، فرحلوا ولم يقبضوا من المال شيئا ، وحكي أن الذين قتلوا في هذه الوقعة من أهل عسقلان من شهودها وتنائها وتجارها وأحداثها ، سوى أجنادها ألفان وسبعمائة نفس.
سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة
في صفر منها ورد الخبر بوصول السلطان بركيارق إلى بغداد ، بعد أن جرى بينه وبين أخيه السلطان محمد تبر خلف وحرب ، استظهر فيها عليه ، وغلبه على مدينة أصفهان وحصل بها.
وتوجّه الملك شمس الملوك دقاق بن تاج الدولة من دمشق في عسكره إلى ديار بكر لتسلمها من المستولي عليها ، ووصل إلى الرحبة في البرية ، ووصل الى ديار بكر وتسلم ميافارقين ، ورتب فيها من يحفظها ويذب عنها.
وفي رجب منها خرج بيمند ملك الافرنج صاحب أنطاكية إلى حصن أفامية ، ونزل عليه ، وأقام أياما وأتلف زرعه ووصل الخبر بوصول الدانشمند (١)
__________________
(١) أنوشتكين الدانشمند ، وعند ابن العديم حدثت المعركة في أرض مرعش ، زبدة الحلب : ٢ / ٥٠٨ ـ ٥٠٩.