أمارات استوحش بها منه مستهله ، فقبض عليه في شهر ربيع الأول منها ، وقتل أخاه أولا ، ثم أمر بخنقه بوتر في المكان المعتقل فيه ، وملك تاج الدولة دمشق ، واستقام له الأمر فيها ، وأحسن السيرة في أهلها وفعل بالضد من فعل أتسز فيها ، وملك أعمال فلسطين.
وفي هذه السنة قتل أحمد شاه مقدم الأتراك في الشام (١).
وفيها برز تاج الدولة من دمشق ، وقصد حلب في عساكره ، ونزل عليها ، وأقام عليها أياما ، ورحل عنها في شهر ربيع الأول ، وعبر الفرات مشرقا ، ثم عاد إلى الشام بعد أن وصل إلى ديار بكر في ذي الحجة ، وملك حصن بزاعة والبيرة (٢) وأحرق ربض عزاز ، ورحل عنها عائدا إلى دمشق.
سنة إثنتين وسبعين وأربعمائة
(٦٣ ظ) فيها تسلم شرف الدولة مسلم بن قريش حلب (٣) ، وفيها رخصت الأسعار في الشام بأسره ، وفيها هلكت فرقة من الأتراك ببلاد الروم كانوا غزاة ، فلم يفلت منهم أحد.
__________________
(١) أثناء حصار تتش لمدينة حلب ، ولقد نشرت ترجمة أحمد شاه كما أوردها ابن العديم في كتابه بغية الطلب في ملاحق كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ، وتحدثت عن دوره في امارة حلب في نفس الكتاب ، انظر ص : ١٦٦ ـ ١٧٣ ، ٢٥١ ـ ٢٥٣.
(٢) ذكر ياقوت بزاعه فقال : هي بلدة من أعمال حلب بين منبج وحلب ، بينها وبين كل واحدة منهما مرحلة ، ووصف البيرة فقال هي بلد قريب سمسياط بين حلب والثغور الرومية ، وهي قلعة حصينة ولها رستاق واسع ، وأما عزار فتبعد الآن عن مدينة حلب مسافة / ٤٦ كم / وهي مركز منطقة تابعة لمحافظة حلب. هذا وقد أورد ابن العديم في زبدة الحلب هذا الخبر فقال بأن تتش أخذ منبج وحصن الفايا وحصن الدير ثم هاجم عزاز ـ الزبدة : ٢ / ٦١ ـ ٦٢.
(٣) جاء تسلم مسلم بن قريش العقيلي لمدينة حلب بعد عدد كبير من الحوادث ، بحثتها في كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ١٨١ ـ ١٨٦ ، وباستلام مسلم لقلعة حلب أنهى حكم الدولة المرداسية ، وشرع في محاولة بسط سيادته على الشام كله وطرد التركمان منه ومن الجزيرة.