وجمع أخيه ضحاك بن جندل لبني عمه وأسرته وقومه ورجاله ، وكبسه لجماعة خصومه وقتلهم مع رأس طغيانهم ، (١٦٤ و) بهرام الداعي ، ما قد شرح في موضعه من هذا التاريخ ، وعرف ، وورد الخبر في شعبان من هذه السنة بأن المذكورين ندبوا لقتل ضحاك المذكور ، رجلين أحدهما قواسا ، والآخر نشابيا ، فوصلا إليه وتقربا بصنعتهما إليه ، وأقاما عنده برهة من الزمان طويلة الى أن وجدوا فيه الفرصة متسهلة ، وذاك أن ضحاك بن جندل كان راكبا مسيرا حول ضيعة له ، تعرف ببيت لهيا من وادي التيم ، فلما عاد منها ، وافق اجتيازه بمنزل هذين المفسدين ، فلقياه وسألاه النزول عندهما للراحة ، وألحا عليه في السؤال ، فنزل والقدر منازله ، والبلاء معادله ، فلما جلس أتياه بمأكول حضرهما ، فحين شرع في الأكل مع الخلوة ، وثبا عليه فقتلاه ، وأجفلا فأدركهما رجاله ، فأخذوهما وأتوا بهما الى ضحاك وقد بقي فيه رمق ، فلما رآهما أمر بقتلهما ، بحيث شاهدهما ثم فاظت نفسه في الحال ، وقام مقامه ولده من إمارة وادي التيم ، وبهذا الشرح وصل كتابه ، وعلى هيئته أوردته.
وفي ذي الحجة ورد الخبر من ناحية بغداد بوفاة القاضي ، قاضي القضاة الأكمل فخر الدين عز الاسلام أبي القاسم علي بن الحسين بن محمد الزينبي رحمهالله ، بيوم النحر من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، وصلى عليه الامام المقتفي لأمر الله أمير المؤمنين ، وصلى عليه بعده نقيب النقباء ، ودفن على والده نور الهدى في تربة الامام أبي حنيفة ، رحمهالله ، وولي أمر القضاء بعده القاضي أبو الحسن علي بن الدامغاني.
ودخلت سنة أربع وأربعين وخمسمائة
وأولها يوم الأربعاء الحادي عشر من أيار ، قد كان كثر فساد الأفرنج المقيمين بصور وعكا والثغور الساحلية ، بعد رحيلهم عن دمشق ، وفساد شرائط الهدنة المستقرة بين معين الدين وبينهم ، بحيث شرعوا في الفساد في