سنة تسع وثمانين وأربعمائة
فيها وصل خلف بن ملاعب ، الذي كان السلطان ملك شاه أبو الفتح أخذه من حمص ، عند أخذها منه ، واعتقله بأصفهان (١) ، وأطلق عند وفاة السلطان المذكور ، وتوجه إلى مصر.
وفيها ورد الخبر بوفاة أبي مسلم وادع بن سليمان ، قاضي معرّة النعمان ، والمستولي عليها في آخر صفر منها ، وكان له همة مشهورة ، وطريقة في اليقظة مشكورة.
وفيها انكفأ الأمير يغي سغان منفصلا عن الملك شمس الملوك دقاق إلى بلده أنطاكية ، في المحرم منها.
سنة تسعين وأربعمائة
في مستهل شهر ربيع الأول منها اجتمع ستة كواكب في برج الحوت وهي : الشمس ، والقمر ، والمشتري ، والزهرة ، والمريخ ، وعطارد ، وذكر أهل صناعة النجوم أنهم لم يعرفوا اجتماع هذه الكواكب في برج ، في قديم الزمان وحديثه ، ولا سمعوا ذاك.
وفي شعبان منها ورد الخبر بأن الأمير جناح الدولة حسين أتابك الملك فخر الملوك رضوان بحلب ، استوحش من الملك استيحاشا خاف معه على نفسه ، وكان زوج والدته ، ففصل عن حلب منكرا لما تم في أمره ، وكان أمر التدبير إليه والمعتمد في الحل والعقد فيها عليه ، ووصل إلى حمص في عسكره وخواصه ، وكان قراجة نائبه فيها ، فسلمها إليه ، وحصل بها ، وشرع في تحصينها ، والإحكام لجهات قلعتها ، ونقل أهله إليها ، وأمن على نفسه
__________________
(١) كذا ، وسبق أن ذكر المؤلف أن تتش هو الذي أخذ ابن ملاعب ، وقد علقنا على ذلك. انظر ص ١٩٨.